الحكومة الفاشية والحزب الفاشي. أما المجلس الوطني للنقابات فيتألف من ممثلين لأصحاب رؤوس الأموال وممثلين للعمال ويرأسه الزعيم. وهو ينقسم إلى فروع تتمشى مع النواحي المختلفة للنشاط الاقتصادي. فتمثل فيه الصناعة الكبرى. والصناعة الصغرى، والزراعة، والتجارة، والنقل، والمصارف وغيرها. ذلك أن أصحاب رؤوس الأموال والعمال في كل ناحية من هذه النواحي منتظمون في نقابات متدرجة من محلية إلى إقليمية إلى مركزية إلى هذا المجلس الوطني للنقابات ويتناول اختصاصه بنوع خاص توجيه النشاط الاقتصادي في البلاد
ومن هذا نرى أن الفاشية، بحكم المبادئ التي تقوم عليها، والوسائل التي تتذرع بها في العمل، والطرق التي تتبعها في التنظيم، خصم للاشتراكية من جهة، وللفردية من جهة أخرى؛ فموقفها بالنسبة للفرد موقف وسط، لا تدمجه في الدولة كما تفعل الاشتراكية، ولا تطلق له الحرية كما تفعل الفردية
النازية:
وإذ فرغنا من التحدث عن الفاشية في إيطاليا نقول كلمة موجزة عن النازية في ألمانيا. وحتى نختصر الطريق نكتفي في الكلام على النازية بأن نقارن بينها وبين الفاشية، فالحركتان تتفقان في المبادئ ووسائل العمل. ذلك لأن النازية تقدس القومية، ولكن القومية عندها لا تقوم على رابطة الوطن كما في الفاشية، بل تقوم على رابطة الجنس. فالجنس الجرماني كله، لا الأمة الألمانية وحدها، هو الذي يجب أن يتحد. والنازية كالفاشية توفق ما بين المبادئ الاشتراكية والنزعة الوطنية، فهي وطنية اشتراكية ذات صبغة عملية. والنازية كالفاشية لا تؤمن بالجامعات الدولية، فهي ترى عصبة الأمم جامعة خيالية، وتقيم حربا عواناً على البلشفية. وقد انتظم هتلر الشيئين في خطبته التي ألقاها منذ شهر عقب الحوادث السياسية الأخيرة، فهو يقول: (إن الأمم كانت فريسة للخيالات والأوهام عندما آمنت بعصبة الأمم، وإن السلام الذي كان يجب أن يكون حجراً يقفل به ضريح الحرب إلى الأبد أصبح مباءة تنمو فيها بذور ارتباكات جديدة، وإن الثورة الشيوعية لم تقتصر على وضع طابعها على إمبراطورية من أعظم الإمبراطوريات في العالم، بل اتجهت أيضاً إلى الشعوب المجاورة. فهناك جيوش مؤلفة من ملايين الرجال تذهب إلى الحرب لإشعال