ثورات عالمية من أجل الشيوعية، وتجند هذه الملايين بدعوى السعي إلى إبطال الحروب. .)
والنازية كالفاشية تجعل الحكم للأقلية الصالحة، ويقول هتلر في هذا المعنى:(نريد رجالاً قليلين من الطبقة الحاكمة الجديدة، هم الذين يؤمنون بأن لهم الحق في أن يحكموا لتفوقهم، ويبسطون سلطانهم دون تردد على السواد من الجماهير). على أن هذه الأقلية الحاكمة تدين كلها بالخضوع والولاء للزعيم الأكبر
والنازية كالفاشية في نزعتها الاستعمارية العسكرية. فهي تذهب إلى أن العلم الحديث يولد إيماناً لا يتزعزع في القيمة الخلقية العليا للحرب. ويقول الدكتور جوبلز:(إذا حاولت أن تقمع الحرب، فأنك تكون كمن يحاول أن يقمع حركات الطبيعة)
والنازية كالفاشية في الظروف التي نشأت فيها. فقد قامت النازية عقب خروج ألمانيا من الحرب مهزومة. وكان للاضطرابات التي أحدثها الاشتراكيون الألمان، والإضرابات التي نظموها، أثر حاسم في هذه الهزيمة. وقد سام الحلفاء المنتصرون ألمانيا المهزومة في شروط الصلح خسفا جرح كبرياءها، وفي وسط هذه الغيوم المتلبدة سطع نجم مؤسس النازية، بعد أن أقام حركته لمقاومة البلشفية، ولإنقاذ الوطن الجرماني، وبعثه من جديد
والنازية كالفاشية أخيرا في شخص الزعيم. ففي إيطاليا موسوليني القائد المحرك وفي ألمانيا هتلر القائد المرشد هذا وراءه النازي فرقاً منظمة وهم ذوو القمصان السمراء، وذاك وراءه الفاشستي أي فرق الكفاح، ذوو القمصان السوداء. وقد لجأ الرجلان إلى أساليب واحدة في تنظيم معسكريهما: خضوع مطلق لسلطان الزعيم، ونظام عسكري دقيق، وروح وطنية حربية، وشبان يحتشدون بالألوف، ويدخلون أفواجاً في هذا الدين الجديد. وكل من الفاشية والنازية دين ينطوي على إيمان عميق. ولهذا الدين فرائضه ومناسكه، تتمثل أوضاعاً ورسوما، فمن حركات عسكرية، إلى أعلام خفاقة، إلى إشارات رمزية، إلى شارات موضوعة، إلى أناشيد محفوظة، إلى لباس خاص
والرجلان قد رزقا موهبة الخطابة وقوة البيان، والقدرة على اجتذاب شعور الجماهير. وهما إنما يبشران بدين وأيمان، وقوة الإيمان يغذيها سحر البيان. والرجلان من رجال العمل لا من رجال الفكر، فهما لا يترددان، ولا يتمهلان، بل يسيران قدماً إلى الأمام