مواضع وتأخيره. وعلقت الحواشي من نسخته. وفرغ من انتساخه بمرو الشاهجان في عشية الأحد لثمان عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة ٦١٥ ياقوت بن عبد الله الحموي المولى الرومي الأصل، حامداً الله ومصلياً على سيدنا محمد وآله الطاهرين ومسلماً تسليما)
ثم يتبع هذا بنقل فصل من كتاب لحن العامة لابن حاتم السجستاني. وقد سطر في آخر كتاب الحروف للرماني:(آخر كتاب الحروف. والحمد لله رب العالمين. وصلواته على سيدنا محمد وآله. وفرغت من نقله من خط أبي الحسن عمر بن أبي عمر السجستاني بمرو الشاهجان في محرم سنة ست عشرة وستمائة. وكتب ياقوت بن عبد الله الحموي حامداً الله على سوابغ نعمه)
يتبين مما قلناه من أوائل وأواخر النسخ التي خطها ياقوت في هذه المجموعة، ومن الشواهد التي أوردناها من معجم البلدان ومعجم الأدباء - ا - أن ياقوت صرح في خمسة مواضع من هذه النسخ بأن هذه المجموعة خط يده وملكه - ب - وأن ياقوت كتبها في تواريخ رمضان سنة ٦١٥، والمحرم سنة ٦١٦، وربيع الآخر سنة٦١٦ - ج - وأنه كتبها في مرو الشاهجان الحاضرة المشهورة للسلطان أبي الحارث معز الدين سنجر بن ملكشاه السلجوقي التي يقول عنها ياقوت في معجم البلدان إنه عاش فيها قرير العين مستفيداً من مكاتبها الكثيرة، وأن حبها تمكن في قلبه حتى أنساه الأهل والعيال وسائر البلدان، وأنها لو لم تقع في أيدي التتار فسيطر عليها الدمار ما فارقها حتى الممات
والحق أن من العجيب أن تنجو هذه المجموعة الصغيرة التي هي من أنفس ذكريات القرون السالفة، ومن أعز ما ملكه عالم عظيم مثل ياقوت الحموي، من نيران التتار المستعرة، وغير الزمان المدمرة، فها هي الآن بعد سبعة قرون ونصف على مكتبي ذكرى من عظمة المدنية الإسلامية في تلك العصور، ومذكرة برجل من مفاخر هذه المدينة الوضاءة: شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي