للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- سبب آخر يا صديقي؟! لا يوجد هناك سبب آخر. إن الرجل مجنون لأنه مجنون. أنت تعرف أن الرسامين مشهورين بالغريب من الزواج. إنهم غالباً ما يتزوجون الفتيات اللاتي يرسمونهم، وقد كن قبل الزواج خليلات لغيرهم من الرجال. أنهن سلع قديمة بمعنى الكلمة!.

لماذا يتزوجونهن؟ سؤال لا يستطيع أحد أن يجيب عليه إجابة شافية. وقد يظن المرء أن الاختلاط الدائم بهن يجعلهم يعافون مثل هذا النوع من النساء. ولكنه ظن غير صحيح. فانهم بعد أن يرسمونهن يتزوجونهن. حبذا لو قرأت كتاب (زوجات الفنانين) لألفونس دوديه إنه كتاب ثمين واقعي قاسي النقد

ان زواج هذين الاثنين قد حدث بطريقة محزنة غير مألوفة. وفي الحق، لقد مثلت الفتاة مهزلة أو قل مأساة، وقامرت بكل شئ في ضربة واحدة. هل كانت تحب جان؟ لا يستطيع أحد أن يتكهن بذلك في مثل هذه الحالات. من ذا الذي يستطيع أن يتحدث عن مقدار عنصر القسوة، ومدى عنصر الإخلاص اللذين يدخلان في أعمال المرأة؟ إنهن دائماً لغز لا يستطيع الرجل حله. فنحن طالما نسأل أنفسنا. هل هن مخلصات، أم هن يغلبن علينا دوراً؟ يا رفيقي العزيز، إنهن مخلصات وغير مخلصات لأن ذلك جزء من طبيعتهن. فكر في الوسائل التي يتخذها أمهرهن للحصول على كل ما يرغبنه منا. أنها وسائل نستنتجها، وبسيطة لأننا بعد ما نقع في الشرك لا نملك إلا أن نتعجب دهشة ونسأل أنفسنا (حسناً. . . هل هن حقيقة خدعتنا بمثل هذه السهولة؟ وهن دائماً يسلكن الطريق الذي رسمنه لأنفسهن. خصوصاً عندما يرغبن في الزواج. على أية حال إليك قصة سمر).

(كانت الفتاة أنموذجاً عنده. وكانت حسناء ساحرة ذات جمال فتان. ووقع الرسام في شراك حبها كأي رجل يقع في حب فتاة جذابة كثيرة التردد عليه. وخيل إليه أنه يحبها حقيقة. إن تلك ظاهرة عجيبة. فإنه حالماً يرغب رجل في امرأة يقتنع في قرارة نفسه اقتناعا تاماً أنه لا يستطيع من بعدها عيشاً. ولكن الرسام كان يدرك تمام الادراك أن ما حدث قد حدث له من قبل، وأنه عندما تشبع الرغبة يعقبها التقزز. وكان يعرف أنه لكي يقضي سني حياته مع مخلوق بشري آخر، فإنها ليست العاطفة الحيوانية البدائية الزائلة هي ما يحتاج اليه، وإنما التشابه الروحي والتآلف في الشعور والطباع، وأنه يجب عليه أن يكون قادراً على

<<  <  ج:
ص:  >  >>