للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حكيم المعرة)

ثانيا: الإشارات التاريخية وأشهرها قصة صالح بن مرداس (٢٦ - ٣٨)

ثالثا: إشارة المعري إلى سني عمره في أثناء نظم اللزوميات (ص٢٨ - ٢٩)

رابعا: الإشارة إلى تقدم سنه من غير أن يذكر السنوات صراحة كأن يتكلم على شبابه وشيبه وملله من الحياة وحبه لمفارقة الدنيا. . . الخ (٢٩ - ٣٠)

خامسا: تطور أسلوبه في نظم اللزوميات من حيث النضج والقوة (ص٣٠ - ٣١)

وجاء الدكتور عبد الوهاب عزام فسلخ القرائن الأربع وذكرها على التوالي الذي اخترته، بما يعد أن حذف القرينة الخامسة، لأن البحث في الأساليب أصعب من البحث في غيرها. ويدهشك فوق ذلك كله أنني اعتبرت القرينة الأولى (أعني إشارة المعري نفسه إلى نظم اللزوميات وترتيبها) مقدمة لا غير، لأنه لا يجوز أن أنسب إلى نفسي استخراج أساس أشار صاحبه إليه إشارة واضحة. ولقد فعل الدكتور عزام ذلك مثلي تماما، ثم بدأ بالإشارات التاريخية الخ على الترتيب نفسه لم يغير منه شيئا

على أن هذا لا يمكن أن يكون توارد خواطر، لأن الخواطر قد تتوارد في بيت من الشعر أو في رأي أدبي عارض، أما في بحث علمي طويل ذي فصول وفروع وتقسيم واستنتاج وشواهد وأمثلة فأمر مستحيل وخصوصا إذا اتبع المتأخر المتقدم

ولقد كان توارد الخواطر ممكنا في زمن تقطع بين أرجائه الصحاري والمدى البعيد، أما اليوم في عصر السيارات والطيارات والبريد السريع، فأي عذر ينهض بالمتأخر إذ ادعى أن خاطره وخاطر المتقدم قد تواردا؟

بقي على الدكتور عزام أن يدعي إنه لم يطلع على كتابي، وهذا مردود من وجهين:

أول ذينك الوجهين أن كتابي صدر قبل عام ونصف عام من صدور بحثه، وأن الناشر في بيروت قد أرسل نسخ كتابي إلى العالم العربي، وأرسلت أنا إلى ناشر في لندن عددا كبيرا. ولقد نقدت كتابي المجلات، وبعضها أشار إلى هذا الترتيب التاريخي.

وثاني الوجهين أن العالم الحقيقي لا يهجم على عمل مثل هذا إلا بعد أن يتقصى المكاتب ويفتلي الكتب والمجلات، وخصوصا إذا خطر له موضوع ذو خطر وهناك أدلة أخرى على أن الدكتور عبد الوهاب عزام أخذ البحث عني ولم يبدأه بنفسه، منها أن نماذجه التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>