فقال العينين، ثم قال كحلت فانهلت، وقال بعض المحدثين:
فدتك بعينيها المعالي فإنها ... بمجدك والفضل الشهير كحيل
ومن ثم فتعبير نهاية الأرب صحيح ليس عليه مأخذ. . .
٢ - (ص٢٥س١٤): ونادى إلى ذات اليمين وهو يقول: أنا من يشهد لك بالتوحيد الخ
قال الأستاذ الناقد: فقوله (ونادى إلى ذات اليمين) صوابه (وأوى إلى ذات اليمين) - أي مال ولجأ إلى الجهة اليمين - وأقول: لو أن (نادى) قريبه من (أوى) خطاً، لكان ذلك كلاماً حسناً، أما وبينهما ما بينهما، ففي ذلك التخريج من التعسف ما فيه، على أنه ليس ما يدعو إلى تخطئة نادي وتبدل غيرها بها، ويظهر أن ذكر فعل القول بعد فعل النداء - وهما متقاربان معنى - هو الذي أشكل على الأستاذ، فجعله يفضل الاجتزاء بواحد منهما ويتبدل أوى بنادي، مع ذكر القول بعد النداء كثير سائغ. ورب العالمين يقول (فحشر فنادى، فقال أنا ربكم الأعلى)؛ ويقول (ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي). فليس من غضاضة إذن في قول النويري:(ونادى إلى ذات اليمين وهو يقول. . . الخ). إذا أعربت الجار والمجرور - إلى ذات اليمين - حالاً من الضمير المستتر في نادى
٣ - (ص٦٧س١١): قوله: (فقال فتى منهم حدث السن) خطأ، وصوابه:(حديث السن)؛ وعبارة المصباح:(يقال للفتى حديث السن، فإن حزفت السن، قلت: حدثً بفتحتين)، أي من دون إضافة حدث إلى السن. . .
وأقول: لا محل لهذه التخطئة، وإن كلام المصباح الذي استشهد به الأستاذ، ليس فيه دلالة قاطعة على أن قولك (حدث السن) خطأ، وإنما يدل على أن قول (حدث) يساوي في معناه قولك (حديث السن)، على أنك لو أضفت (حدث) إلى (السن) إضافة توضيح ما بعدت ولا تجنبت، وكيف وعبارة القاموس تؤيد ما أذهب إليه وهي (ورجل حدث السن وحديثها بين الحداثة والحدوثة فتىُّ) وذلك واضح
٤ - (ص١٢٧س٧): قوله (حتى بلغ بها إلى البحر) صوابه (بلغ بها البحر) من دون حرف الجر لأن فعل البلوغ يتعدى بنفسه
وأقول: لا أدري كيف يمنع الأستاذ تضمين الفعل معنى فعل آخر وهو مطرد على ألسنة الفصحاء وأئمة البيان واللغة، ولست أستشهد بفعل غير الذي معنا - وذلك كثير - ولكني