للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بهذا الاقتناع. . . وأنا كما قلت لك دائماً أعجز العاجزين، وأضعف الضعفاء

- ولكني لا أرى محموداً كما تراه. . .

- فليكن رأيك فيه ما يكون. ولكن التاريخ سيشهد بأن الشعر العربي في مصر بدأت تكثر فيه التسابيح، والأنغام، والتهاويل، والطهارات، والأشعة، والضفادع، والثيران، والغربان، والنخيل، والبقول، والزهور، والأرواح، والأطياف، والمعازف، والمزامير، والمباسم، والمشاعل، والساقي، والأكواخ، و. . . و. . . و. . . من بعد اليوم المبارك ٢٣ يناير سنة ١٩٣٨

- وهل استصدر محمود في هذا اليوم مرسوماً من القصر الملكي باستعمال هذه الألفاظ في الشعر، وطواف الشعراء حول ما يحيط بها من المباني؟

- نعم. لقد فعل محمود هذا

- لو لم اكن نسيت مسدسي في البيت! كيف حدث هذا يا أخانا؟

كان هذا اليوم المبارك هو ثالث أيام زفاف الفاروق، وكان جلالته قد أسعد محمودا والفن بالشرف الأسمى إذ دعاه إلى عابدين ليرتل بين يديه من أغاني الروح على أثر إعجابه به في حفل سمعه فيه، وكان هذا الحفل من حفلات الجمعية الخيرية الإسلامية، وقد هذه الدعوة حضرة صاحب المقام الرفيع محمد محمود باشا رئيس الوزارة السابقة ورئيس الجمعية الخيرية الإسلامية، والظل الأول الذي أظل محموداً، كما شهدها حضرة صاحب المقام الرفيع علي ماهر باشا رئيس الديوان الملكي سابقاً، ورئيس الوزارة اليوم. وكانت هذه الدعوة هي هذا المرسوم، وقد تلاه محمود في عابدين. . . إنه الشعر الذي طاب للملك. . . والملك عارف، والملك عبقري، والملك ناقد فذ

- ما أبرعك صديقاً!

- في اختيار أصدقائي لا في رفعهم بالباطل

- فمحمود إذن له قيمة. . .

- قيمة خطيرة. ولو أن ملكاً في غير مصر فعل هذا الذي فعله الفاروق أعزه الله في شاعر لبدأت الحكومة، وبدأ الشعب يدرسان هذا الشاعر، فالملك لا يدعو كل شاعر، والملك لا يفعل ما يفعل عبثاً، فهو يعرف أنه رأس الدولة، انظري إليه. . . من الذي أعلن عنه

<<  <  ج:
ص:  >  >>