للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أمره، فيجب أن يذهب عن طيبة خاطر إلى القاضي حيث يكفر عنه بأسرع ما يمكن كما نذهب إلى الطبيب، ويجب أن يعجل بالذهاب خوفاً من أن يزمن معه مرض الظلم ولا ينتج إلا قرحة لا تشفى، وإلا فماذا نستطيع أن نقول خلاف ذلك يا بولوس إذا ظلت مقدماتنا صحيحة ثابتة؟

أليست هذه هي الحالة الوحيدة التي تتفق فيها نتائجها معها؟

ب - وماذا نستطيع أن نقول خلاف ذلك يا سقراط؟

ط - وإذن لكيما ندفع عن أنفسنا اتهام الظلم عندما نكون قد ارتكبنا خطيئة، أو ارتكبها والدانا أو أبناؤنا أو أصدقاؤنا أو وطننا فإن البيان لا يكون له عندنا أي استعمال يا بولوس إذا لم نقبل على النقيض وجوب اتهام أنفسنا أولاً، ثم والدينا وأصدقائنا في كل مرة يرتكبون فيها ظلماً! وإذا لم نوافق على وجوب عدم إخفاء خطايانا على الإطلاق، وعلى ضرورة إظهارها في وضح النهار كيما نكفر عنها ونستعيد بذلك صحتنا!، ثم إذا لم نقبل تقوية أنفسنا وغيرنا حتى لا نتراجع، وحتى نتقدم بشجاعة وبعين مفتوحة كما نتقدم أمام الطبيب ليبتر أعضاءنا أو ليكويها بالنار! وإذا لم نسلم بوجوب اتباع الحسن والجميل دون النظر إلى الألم، وإذا لم نرض بأنه إذا كانت الخطيئة التي ارتكبناها تستحق الضرب فلنتقدم إليه، أو السجن فلنمد أيدينا للقيد، أو التعويض فلندفعه، أو النفي فلننف، أو الموت فلنتحمله، وإذا لم نك أول من يقف في وجه أنفسنا وأقاربنا ونستعمل البيان فقد لتخليصنا من أفدح الشرور - وأعني به الظلم، وذلك بالكشف عن أخطائنا! فترى هل يجب أن نقول هنا نعم أو لا يا بولوس

ب - يبدو لي أن ذلك غريب يا سقراط ولكنه ربما كان نتيجة لما قلناه من قبل!

ط - وإذا فيجب إما أن ننكر ما قلناه، وإما أن نسلم بهذه النتائج!

ب - نعم، إنه لكذلك

(يتبع)

محمد حسن ظاظا

<<  <  ج:
ص:  >  >>