ويتلقوا النتائج بصدر رحب، كما يتلقون النتائج في أي بحث علمي وتاريخي
ورأى صديقي أحمد أمين هو رأي فريق كبير من علماء المسلمين اليوم، وفي مقدمتهم الأستاذ الأكبر الشيخ المراغي، فقد قال في خطابه البديع الذي أجاب به من كرموه في الحفلة الأخيرة في القاهرة: إن من منهاجه العمل على إزالة الفروق المذهبية وتضييق شقة الخلاف بينها، فان الأمة في محنة من هذا التفرق، ومن العصبية لهذه الفرق، ومعلوم لدى العلماء أن الرجوع إلى أسباب الخلاف ودراستها دراسة بعيدة عن التعصب المذهبي، يهدي إلى الحق في أكثر الأوقات، وإن بعض هذه المذاهب والآراء قد أحدثتها السياسة في القرون الماضية لمناصرتها، ونشطت أهلها وخلفت فيهم تعصبا يساير التعصب السياسي، ثم انقرضت تلك المذاهب السياسية وبقيت تلك الآراء الدينية لا ترتكز إلا على ما يصوغه الخيال وما أفتراه أهلها. وهذه المذاهب فرقت الأمة التي وحدها القرآن الكريم وجعلتها شيعا في الأصول والفروع، ونتج عن ذلك التفرق حقد وبغضاء يلبسان ثوب الدين، ونتج سخف مثل ما يقال في فروع الفقه الصحيح أن ولد الشافعي كفء لبنت الحنفي، ومثل ما يرى في المساجد من تعدد صلاة الجماعة، وما يسمع اليوم من الخلاف العنيف في التوسل والوسيلة، وعذبات العمائم وطول اللحى، حتى أن بعض الطوائف لا تستحي اليوم من ترك مساجد جمهرة المسلمين وتسعى لإنشاء مساجد خاصة)
هذه أمنية عقلاء المسلمين، ويا حبذا لو عني بعض علماء الأزهر فكتبوا كتابا بل كتبا في منشأ هذا الخلاف بين السنة والشيعة، والطرق العملية لأزالته على ما يحب كل مسلم دراكة، ولا سبيل إلى ضم الشمل المبتوت، والخلاص من هذا الاختلاف الممقوت، بغير الرجوع إلى الكتاب وما صح من السنة، والقاء الخلافات جانبا بين أرباب المذاهب الإسلامية
- ٢ -
طالعت بالأمس لمؤلف كتاب (الخلق الكامل) كتابا جميلا أسماه (محمد (ص) المثل الكامل) فأكبرت بحثه وغبطته على استخراج العبر من هذه السيرة الشريفة التي تدعو المؤمنين وغيرهم إلى التأسي بها. واليوم طالعت كتابه (الخلق الكامل) وهو في مجلدين ضخمين يتبعهما مجلد ثالث، فرأيت مؤلفا يجمع بين الثقافتين الإسلامية والغربية، ويكتب كتابه من