للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تمثل فنه، وأخذ به، ودعا إليه مخلصا مؤمنا. ولقد فزع في وضع كتابه إلى أصح المصادر الإسلامية: فزع إلى الكتاب والسنة وإلى آراء علماء الأخلاق من سلف هذه الأمة وبعض رجالها المعاصرين، وفزع إلى آراء علماء التربية وفلاسفة الغرب، واعتبر الإسلام جامعا لكل الفضائل النفسية والمدنية، لو تذوقه أهله حق تذوقه، وعملوا بكل ما أمر به لكانوا خير أمة أخرجت للناس في هذا العصر

عالج المؤلف كل ما يخطر بالبال من النقائص، وما يقابلها من الحسنات والمكارم، وهو يرى مثلا من نقائصنا الخلقية أن يضحك الوالد عند سماع السب والفحش من طفله، واحتقار بعضهم الأعمال الحرة كالزراعة والصناعة والتجارة، ولطم الخدود والعويل على الشبان الذين يجندون لخدمة بلادهم والدفاع عنها، واحتقار كثير من عاداتنا القديمة وإن كانت حسنة، والتعلق بالعادات الغربية وإن كانت سيئة، والانغماس في الترف ومحاكاة الفقير الغني، وتطلع الشبان إلى الزوجات الغنيات وإن كن وضيعات الأخلاق، وتطلع الشابات إلى الأزواج الأغنياء وأن كانوا فاسدي الأخلاق، وشهادة الزور وحلف اليمين الغموس وإعانة الظالم على ظلمه، والإقبال على الروايات الهزلية الممقوتة والزهد في الكتب الجيدة المفيدة، والامتعاض من سماع الحق ومقت قائله، وازدراء المعتصم بدينه المحافظ على شعائره، وتقريب المستخفين والمستهزئين، وتكريم الزنادقة والملحدين إلى آخر ما عدد

ويتألف من كل باب من الأبواب التي عالجها رسالة جديرة بأن تقرأ ويستفاد منها. ومما قال إن فلاسفة الغرب وإن كان يرجع إليهم فضل السبق في بحث أمهات الفضائل فهم لم يبينوا مناطها، ولم يضعوا لها حدا فاصلا بين ما يحقق الفضيلة ومالا يحققها، فانهم لم يذكروا متعلق العفة ولا أي شيء تكون ولا مقدارها الذي إذا تجاوزه المرء وقع في الفجور، وكذلك الحلم لم يذكروا مواقعه ومقداره، وأين يحسن وأين يقبح وكذلك الشجاعة. وأفاض في الفلسفة الخلقية وينابيع الخلق والعواطف والانفعالات النفسية وينابيع الأخلاق والعادة والبيئة ووسائل تقويم الخلق والموازين الخلقية ووجوه الخير ومظاهر التربية الخلقية في الأمم الغربية والشرقية ومظاهر الأخلاق الإسلامية ومظاهر الأخلاق الفردية ومظاهر الخلال الاجتماعي إلى غير ذلك من الأبحاث التي خاض عبابها وجزأها أجزاء،

<<  <  ج:
ص:  >  >>