للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أولى الأزهار شبيه بالأعياد في دوران الأعوام، فهي درة في عقد الساعات والايام، إذا ما بدت في الحاضر نبهت ما مضى بمثل زمانها الغابر ودفعت بالقلب إلى العودة نحو الزمان القديم إنها لوقفة يربط الإنسان فيها حلقة الآن الحاضر بمثلها من الآن البعيد، فيحسب نفسه إلهاً ينفخ في الأموات نسمة الحياة. وما أوجع ما يشعر به حينما يرى هذه الرجعة وهماً تولده حرارة القلب وتبدده عاصفات الأقدار.

ما أجملك أيتها الزهرة الأولى، وما أحلى وما أمر ما تفعلين بالقلوب، ينشر مشهدك من جوانب التذكار ألوفاً من مجنحات الحياة ثم يطويها ليردها مكسورة الأجنحة إلى قبر الزمان.

إنها لسريعة الذبول، أولى أزهار الربيع، وما أشبهها بما تولد في القلب من شعور.

سلاماً على وريقاتك يا زهرة الربيع وبلسماً من عبيرك على قلوب العاشقين والشعراء، على قلوب الحزانى والآملين.

لئن كان في وهمك بعض العذاب، فان فيه ما يعيد إلى التذكار برهة من متلاشيات الحياة.

في أول قطفك برهة من الشباب للشيخ، ولحظة أمومة للثكلى، وفترة بنوة لليتيم. وما بين وريقاتك الباسمة فترة لقاء لأبناء هذه الحياة بأحبابهم الراحلين الثاوين في القبور

سلام عليك يا زهرة الربيع، فأنني وجدت بك وأنا أقتطفك لوحدي ما كنت أجده وأنا أقتطفك من قبل مع الأحبة المودعين.

فليكس فارس

<<  <  ج:
ص:  >  >>