للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قال ابن الأثير - وقد روى البيت في كتابه (المثل السائر): والإضراب عن مثل هذا التخلص خير من ذكره، وما ألقاه في هذه الهواة إلا أبو نؤاس فإنه قال:

سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد ... هواك لعل الفضل يجمع بيننا

وفي (معاهد التنصيص) هذا الخبر:

حدثت رابعة البرمكية قالت: كنت يوماً وأنا وصيفة على رأس مولاي الفضل بن يحيى بن خالد البرمكي وبيدي مذبة أذب بها عنه، إذ استؤذن لمسلم بن الوليد الأنصاري، فأذن له، فلما دخل عليه أعظمه وأكرمه واستنشده، ثم خلع عليه وأجازه وانصرف، فما قلت إنه جاز الستر حتى استؤذن لأبي نؤاس، فامتنع من الإذن له حتى سأله بعض من كان في المجلس أن يأذن له ففعل على تكره منه، فلما دخل سلم عليه، فما علمت ولا أمره بالجلوس ولا رفع إليه رأسه، فلما طال عليه الوقوف قال: معي أبيات أفأنشدها؟ قال: افعل، وهو في غاية التكره والثقل، فأنشد إياها، فلما بلغ إلى قوله (سأشكو البيت) قطب وجهه، وقال: أمسك، عليك لعنة الله! اغرب، قبحك الله! وأمر بإخراجه محروماً فأخرج، والتفت الفضل إلى أنس بن أبي شيخ وقال: ما رأيت مثل هذا الرجل ولا أقل تمييزاً في كلامه منه. فقال أنس: إن اسمه كبير!

فقال: عند من ويلك؟ هل هو إلا عند سقاط مثله وخلق يشاكلونه. . .؟

ج ١٨ ص ١٥٦: قد خدمت سيف الدولة - تجاوز الله عن فرطاته - وأنا ابن تسع عشرة سنة.

وجاء في الشرح: الفرط: الظلم والاعتداء.

قلت: لا يقصد القائل - وهو الحاتمي اللغوي - بهذا الدعاء الظلم والاعتداء. في الأساس: وتقول: اللهم اغفر فرطاتي، ولا تؤاخذني بسقطاتي. وفيه: ولا يخلو أحد من سقطة، وفلان يتتبع السقطات ويعد الفرطات، والكامل من عدت سقطاته. وقد روى التاج هذا القول وقال: السقطة: العثرة والزلة.

ج ٦ ص ٢١٤: قال (الصاحب بن عباد): ما أفظعني إلا شاب ورد علينا إلى أصبهان بغدادي، فقصدني فأذنت له، وكان عليه مرقعة وفي رجليه نعل طاقٌ، فنظرت إلى حاجبي، فقال له وهو يصعد إلى: اخلع نعلك، فقال: ولم؟ ولعلي أحتاج إليها بعد ساعة، فغلبني

<<  <  ج:
ص:  >  >>