وسبح في دم التنين فلصقت بين كتفيه ورقة من شجر الزيزفون فحالت بين الدم وجلده فبقى موضعها مقتلاً يعرف سره بعض شانئيه. وقد طعنه منافس له في هذا الموضع وهو يميل إلى نبع ليشفي غلته، فقضى عليه!
فهل في خط سيجفريد موضع مثل موضع هذه الورقة؟ وهل يهتدي إليه خصم فينفذ فيه ويقضي على البطل المنيع من كل مكان، إلا من ذلك المكان؟
وهل يلازم النحس هذا الخط كما لازم سميه في الأساطير؟
لقد وصف برناردشو سيجفريد كما مثلته الأساطير وكما مثله (فاجنر) في روايته فقال في كتابه (الفاجنري الكامل):
(كان لا يعرف قانوناً ولا شريعة غير هواه، كان يمقت القزم الدميم الذي رباه، ويتميز من الغيظ كلما تقاضاه حق الوفاء. وكان على الجملة مخلوقاً براء من الأخلاق ومن قيود العرف والآداب) أليست هذه هي النازية بعينها، أو الآرية كما يصفها فلاسفة هتلر المسخرون للأوامر العسكرية؟
أليس سيجفريد الحديث خليقاً بمصير سيجفريد القديم؟
على أننا لا ننسى نصيب سيجفريد من الفكاهة وقد أجملنا نصيبه من القصص والخيال
فالإنجليز يقولون فيما شاع من (قفشات) الحرب أن خط سيجفريد (ارساتز) كسائر ما يصنعه الألمان
وما (ارساتز) هذه يا ترى؟
كلمة تحتاج إلى تفسير في عرفنا الدارج. وأقرب تفسير لها في هذا العرف أنها تقابل كلمة (التقليد) أو الصناعي التي نقصدها حين نقول في معرض التهكم: (هذا إنسان تقليد!). . . أو نقصدها حين نقول في معرض الجد:(هذه زبده صناعية!)
ويروي (قفاشو) الإنجليز والعهدة عليهم أن رجلاً ألمانياً ضاقت به الدنيا فعمد إلى بخع نفسه، واستخف الموت شنقاً فاشترى حبلاً ووضع فيه عنقه وضرب الكرسي الذي يقف عليه بقدر ولكن الحبل كان (ارساتز) فانقطع ولم يصبه شيء
وفكر في السم فذهب إلى صيدلية فاشترى مقداراً من السم يكفي لقتل خمسة وتجرعه مرة واحدة ثم انتظر فإذا هو كأصح ما كان، لأن السم كان أيضاً (ارساتز) فأفاد من حيث أريد