الحديد تنكسر دونه تكسر الهشيم، والأكياس الحازمون من قواد الفاشية وجنودها يتقهقرون حتى ارتدوا عن اليونان، وكادوا يجلون عن ألبانيا، لولا أن استغاث الدتشى بالفوهرر، فكانت الفاجعة التي لا ينصل عارها من تاريخ الألمان أبد الدهر!
أرأيت؟! هذه هي الفئة القليلة التي يصيح في دمائها وأعصابها تاريخ أثينا بأسره. وتاريخ أثينا ليس كتاريخ روما مسارحَ دراسة لصراع الثيران، وآثاراً عافية من مغامرات الفرسان، وأسفاراً ميتة من شرائع جوستنيان؛ وإنما هو ومضات الضمير التي لا تخبو، وآيات العقل التي لا تموت
وتلك هي الفئة الكثيرة التي تنتفخ بالهواء كالفقاقيع، وتعيش بغير مثل كالجراد، وتحارب بغير إيمان كالمرتزقة. لذلك تراهم يستأثرون بجانب الهزيمة في هذه الحرب، ويؤثرون وسائل الحقارة في هذه الجريمة. وإذا كان في انتصار اليونان وانكسار الطليان عبرة، فهي للعرب الذين يتميزون على الإغريق بوراثة القرآن الخالد الذي لا يتبدل، واكتساب الإيمان الصادق الذي لا يحول!