للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النمر داخل هذه الحدود ويحولوا بينه وبين الخروج منها سعياً وراء ميدان جديد للصيد. وأخذوا يتركون الأنواع الرخيصة من الغنم مهملة عن عمد في دائرة تجوله ليقنع بالبقاء في حدود هذه الدائرة. وكان أخوف ما يخافونه أن يموت ذلك الوحش بمرض الشيخوخة قيل حلول الأجل الذي حددته مسز باكلتيد لاصطياده. وكانت النسوة وهن عائدات من أعمالهن في الحقول يحملن أطفالهن على سواعدهن يكتمن غناءهن إذا مررن بالغابة حتى لا يقطع على سارق الغنم المحترم نومه الهادئ المريح

وأقبلت الليلة التي جعلت أجلاً للصيد. وكانت ليلة مقمرة صافية، وكان القرويون قد أعدوا مصطبة مريحة فوق إحدى الأشجار القائمة في نقطة تناسب عملية الصيد، وعلى هذه المصطبة قبعت مسز باكلتيد ورفيقتها المأجورة مس مبين، وكان القرويون قد عقلوا في المكان المناسب شاة وهبتها الطبيعة القدرة على الثغاء الذي لا ينقع حتى لو أن نمراً كان نصف أصم لسمعها دون شك في الليلة الهادئة. وانتظرت المرأة الرياضية صابرة صبر الكرام مجيء الصيد المشتهى، وكانت مزودة ببندقية مجهزة أدق تجهيز لأصابة المرمى، كما كانت تحمل معها رزمة من ورق اللعب لقطع الوقت في غير ملل

وقالت مس مبين:

(أتحسبنا معرضتين لشيء من الخطر؟)

ولم تكن مس مبين في الواقع قلقة من ناحية الوحش المفترس، ولكنها كانت ذات طبيعة تأتبي أن تؤدي ذرة من العمل فوق القدر الذي أجرت على أدائه

وقد أجابتها مسز باكلتيد:

(كلام فارغ! فهذا النمر عجوز جداً ولن يستطيع أن يثب إلينا هنا حتى لو أراد ذلك)

فقالت صاحبتها:

إن كان نمراً عجوزاً فمن رأيي أن تحصلي عليه بأرخص من هذا الثمن، فأن روبية مبلغ كبير)

وكانت مس لوبزا مبين متطبعة بطبع أخت لها كبرى شديدة الحرص فيما يتصل بمسائل المال على العموم دون نظر إلى الجنسية والدين. وكان تدخلها المستمر سبباً في اقتصاد عدد كبير من الروبيات فلا تبدد (بقشيشاً) في بعض فنادق موسكو كما كانت الفرنكات

<<  <  ج:
ص:  >  >>