للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غيرها. . . فله في كل رواية بطلة. . .

- إن هذا هو ما أعيبه فيه. فقد كان يجب عليه أن تكون له بطلة واحدة يفهمها تمام الفهم، ويحملها بمقدرته على أن تفهمه تمام الفهم، ثم لا يتركها ولا تتركه، فإذا كان قد عجز عن هذا لسبب من الأسباب فلم يكن عليه أقل من أن يعنى باختيار بطلة من المشهود لهن بالنبوغ تقف أمامه في أفلامه. . . فهكذا يفعل كل الممثلين الكبار في كل زمان ومكان. . . فلماذا لا يفعله هو إذا لم يكن الحقد يأكل قلبه، أو إذا لم يكن يخاف أن تكتسحه ممثلة قادرة؟

- وهل تعتقدين أنت أن الله خلق ممثلة تستطيع أن تكتسح شارلي؟ أنا لا أظن ذلك

- إذن فلماذا لا يقف أمام ممثلة نابغة؟ أهو أعظم من جورج آرليس، ووالاس بيري، وبول موني، وهاري بور، وشارلس لاوتون. . .

- ما أبعد الفرق بين هؤلاء وبين شارلي. . . هؤلاء كل منهم يمثل ذاتاً حدثت في زمن ما وفي مكان ما، أما هو فيمثل النكرة الذي يعرفه كل زمان وكل مكان

- وهل كان هتلر نكرة حتى يمثله؟

- إنه على الرغم مما فيه من شر فهتلر معرفة، ولكنه أصاب ذيوع تلك النكرة

- واعتماداً على شهرة هتلر واهتمام العالم بما يثيره فيه فإن شارلي يهمل بطلته. . .

- من قال هذا؟ إنه يهدي إلى العالم في كل فلم بطلة. . .

- إن هذا الجود وهذا الكرم مرجعهما عجزه عن أن يحتفظ لنفسه بواحدة

- بل هو عجزهن جميعاً عن البقاء إلى جانبه

- معذورات! فهو عجوز شاخ

- وما هذا عند التي تريد شارلي! شارلي الذي تحبه الدنيا ولم تشبع منه ولن تشبع. ألا تقبل امرأة واحدة من عرفهن أن تحتفظ به؟ حقاً إن للمرأة ذوقاً لا أدرك كنهه

- لعل شارلي الذي تحبه الدنيا غير شارلي الذي تجده المرأة في البيت. . .

- من غير شك، وإن شارلي الذي تجده المرأة في البيت لهو أروع بكثير من شارلي الذي يعرفه العالم. فهو فنان، وحياته خارج الأستوديو إنما هي تحضير لحياته داخل الأستوديو، فلو أن شارلي وجد التي تحب هذا التحضير كما تحب الوقوف إلى جانبه أمام الكاميرا لوهب لها حياته، ولوهب لها ماله ولوهب لها فنه، ولوهب لها نفسه مختاراً ومجبراً. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>