ورفعت نظرها إلى ذلك الوجه العلوي الذي قلما وقعت عليه عين البشر انه وجه جميل ناعم (غير ما كانت تظنه). خلعت عليه سيماء النبل الموروث قرون طويلة من العز والسلطان. . ثم اقترب منها فرعون فوضع يده على شعرها الفاحم الجميل وحاول ان يبتسم، ولكن تقاطيع وجهه التي فقدت مرونتها من زمان طويل، منذ الطفولة خانته إذ كان وجهه قناعا أكثر منه وجهاً!
ثم حاول أن يقول لها كلمات عذبة رقيقة مغرية. . مما نسميه نحن معشر البشر غزلا، ولكنه لم يستطع، فقد عى لسانه! فما كان من فرعون أمام ذلك إلا إن أومأ إلى الجارية في بأس وقنوط لتنصرف موليا عنها وجهه. . وا أسفاه! ان فرعون لا يستطيع ان يحب، فالحب للبشر. . أما هو فهو اله عابس قلبه من الصوان الأصم