للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والمشركين، وكان يقدر سوء مصير هذا البعث الذي سيبعثه إليهم، ولكن عامر بن مالك مازال به حتى حمله على إيفاد هذا البعث، فلقيهم عامر بن الطفيل عند بئر المعونة ففتك بهم جميعاً دون أن يبدؤوه بحرب أو عداء، وهكذا قضوا في سبيل الله يحملون إليه أرواحهم الطاهرة على أكفهم البريئة وكانوا (٧٥) شهيداً، فتأمل!. . .

ولقد كانت هذه الحادثة، وما تجلى فيها من ضروب التفظيع كافية لأن تستفز النفوس الغافية، والأحقاد الجاهلية والحزازات الذميمة، ليأخذ المسلمون بثأرهم، ولكن هيهات! هيهات!

فعصر الثأر قد مضى وانقضى، وليس لهم إلا أن يصبروا على هذه الكيد والبلاء

وفي غزوة دومة الجندل دعا النبي عبد الرحمن بن عوف وسلمه اللواء وقال له: (خذ يا ابن عوف، سيروا جميعاً في سبيل الله فقاتلوا من كفر بالله، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا وليداً فهذا عهد الله وسيرة نبيه فيكم)

فمن هذه الوصية الخالدة، وما فيها من أسمى المبادئ الإنسانية تتبينون حقيقة الإسلام وقاعدة جهاده ضد من كفروا بالله وناوؤا رسوله، وأذلوا المؤمنين. . .

(البقية في العدد القادم)

خليل جمعة الطوال

<<  <  ج:
ص:  >  >>