للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المصاحف) في هذا الكلام - وقد رواه - فقال: (هذا عندي يعني بلغتها وإلا لو كان فيه لحن لا يجوز في كلام العرب جميعاً لما استجاز أن يبعث إلى قوم يقرءونه) ثم سطر السجستاني بعد قليل: (. . عن الزبير أبي خالد قال: قلت لأبان ابن عثمان: كيف صارت (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) ما بين يديها وما خلفها رفع وهي نصب؛ قال من قبل الكتاب الخ) فهل كان الزبير أبو خالد يعرف هذا الاصطلاح المولد في فن النحو أعني الرفع والنصب؛ وهل كان نحو أو شيء منه في أيام أحد من الصحابة أو بعدهم بمدة طويلة؟ وهل هذا لحن أو خطأ وقد بينه سيبويه في كتابه وأوضحه علم العربية؟ وكيف لم يستفد السجستاني وأمثاله من (الكتاب) وقد جاءوا من بعد صاحبه وقرءوا علم الخليل وأماليه فيه؟ وهل بنى العلماء (علم العربية) إلا على قرآن العربية؟ وكيف اجترأ السجستاني أن يروي عن سعيد بن جبير أن مثل (فأصدق وأكن من الصالحين) لحن وهو في القرآن وهو في كلام العرب وشعرهم؟

دعني فاذهب جانباً ... يوماً وأكفف جانباً

وقد كشف الخليل (قاعدته) أيما كشف، وبيانه في (الكتاب).

إني لأقول هازئاً: الحق أن في الكتاب لحناً - كما افترى المفترون على عثمان وكما قولوه - لكن العرب ما أقامته بألسنتها ولن تقيمه أبداً، وما أقتدر في هذا الدهر على إقامته وإصلاحه إلا أمثال رجال التضليل (أي مبشري البروتستانت) وهاشم العربي (بل الأعجمي) في (تذييله) على (مقالة في الإسلام) معلمين الخليل وسيبويه والكسائي والفراء ما جهلوه، وهاذين العرب الصرحاء الأقحاح إلى الذي لم يعرفوه. وهو الحياء فإذا فارق المرء فارتقب كل عجيبة.

وبعد فإن كان كتاب كل أمة أو ملة في تبديل وتحريف وفيه زيادة ونقصان؛ وفيه الخطأ والخطل، وكان كاتبه غير صاحبه ف (ذلك الكتاب لا ريب فيه) (إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون)

النشاشيبي

<<  <  ج:
ص:  >  >>