للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم يقل لنا التاريخ القديم كم دام مفعول هذا الميثاق بين الفريقين المتعاقدين؛ ولكن الأستاذ دنكان يؤكد لنا أنه قد دام بلا ريب اكثر مما دام مفعول ميثاق تحريم الحرب الأمريكي بين الدول، أو ميثاق لوكارنو بين ألمانيا والحلفاء السابقين

وإن هذا الاكتشاف لأقدم وثيقة دبلوماسية يضيف آية جديدة إلى تراث الفراعنة. وما يزال هذا التراث كل يوم يتكشف عن عجائب وحقائق جديدة تدلل على ما وصلت إليه الحضارة الفرعونية في النضج وروعة الابتكار

قرآن. . .!

يتلو القراء في النقلة (١٣٨) في هذا لجزء من (الرسالة) قرآن ذاك الأعرابي الجلف أو القرآن الأعرابي أو تلك الأفكوهة ضاحكين. وإني أضيف في هذا الموطن أن هناك قرآناً إلحادياً مجوسياً دسه الداس بل الدساس في سورة (النجم): (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى - تلك الغرانيق العلى، وإن شفاعتهن ترتضى - ألكم الذكر وله الأنثى، تلك إذن قسمة ضيزى) وهناك قرآن فارسي شعوبي بثه راويه الخبيث المتحذلق الغبي في القرن الثاني أو الثالث مرفوعاً معنعنا وحشره في سورة (العصر): (والعصر إن الإنسان لفي خسر - وإنه فيه آخر الدهر - إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) وهناك غير ذلك، وعند الطيالسي والترمذي ما عندهما. وأنى يكون ما كذبوا؟ كيف وهناك ثلاثة وأربعون كاتباً من كتاب الوحي، وقد جمع القرآن قبل أن أظلمت بفقد رسول الله هذه الدنيا، وقد كتبت النسخ غير المعدودة، الكثير في زمن النبي (صلوات الله عليه) وصاحبيه وقد ملأت المصاحف في وقت الفاروق بلاد الإسلام كلها جمعاء (وإن لم يكن عند المسلمين إذ مات عمر مائة ألف مصحف من مصر إلى العراق إلى الشام إلى اليمن وما بين ذلك - فلم يكن أقل) كما قال ابن حزم وما مصحف عثمان إلا المصحف النبوي البكري العمري، مازاد وما نقص. وقد عرف ذو النورين ألحان العرب - ولسان الكتاب المضري - والعربية لغات، والعرب أمم، وقد انتشروا في الأرض، ورأى الاحتفاظ بإملاء القرآن، فكتبت تلك المصاحف المسماة بالعثمانية. وأعجب العجب وأكذب الكذب هذه الرواية: (لما فُرغ من المصحف أتى به عثمان فنظر فيه فقال: قد أحسنتم وأجملتم أرى فيه شيئاً من لحن ستقيمه العرب بألسنتها) وقد حار أبو بكر السجستاني صاحب (كتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>