تموتين قبلما أعطس أنا) إلى عاطفة التعاون والمشاركة وإنكار الذات ضنا بسلامة العيلة وسعادتها وتقديسها لغايتها القصوى. فكسف يمكن أن تثبت العيلة في المجتمع إذا كان هم كل من الشريكين محصوراً في فرض سلطته وإبراز رأيه. وكم من الشبان يجهلون غاية الزواج وماهية الأب والأم في العيلة والمجتمع. وكم ينتج عن هذا الجهل من التعاسة والإجرام في المجتمع.
ومن أقدس واجبات الوالدين تنبيه أبنائهم وتدريبهم على الأساليب الصحيحة النافعة في الحياة، ورعايتهم إلى أن تصبح تلك الأساليب عادات ثابتة يسير النشء بموجبها بديهيا كالغرائز لمنفعته الصحية والاجتماعية والعملية. فاتقاء الأمراض مثلا يصبح بالتربية عادة تعمل يوميا بدون تفكير أو تفسير. . كغسل اليدين قبل الطعام وبعده، وتنظيف الفم بعد الأكل وقبل النوم، والاستحمام يوميا، وقس على ذلك كل العادات والتقاليد من اجتماعية ودينية، والأعمال والحرف اليومية كسياقه السيارة وآداب المائدة والرق والموسيقى والمحافظة على النظام والمواعيد واحترام حقوق الغير - كلها تكمل متى أصبحت عادة.
ومن واجبات الوالدين الاهتمام بحواس الأولاد كالسمح والبصر لأنها مداخل المعرفة، وأي نقص فيها يؤدي إلى تأخر الولد في نموه العقلي والسلوكي في البيت والمدرسة والمجتمع. وكذلك يجب أن يعالج أي تشوش كان في النطق والحركة وهي سبيل النجاح في البيئة كي لا يصبح الولد أضحوكة بين رفاقه.
وعلى الوالدين أن ينتبهوا إلى سلوك البنين في اللعب والدرس والعمل؛ إذ كم من المرات يكون فشل الولد وبكاؤه وكسله وحزنه ناتجا عن ضعف صحته أو نقص غذائه أو فقر دمه أو تشوش في حواسه.
واعوجاج السلوك يستوجب علاج النفس بسبل علمية، لا بالانتهار والقصاص والضرب، لأن هذه العلاجات تؤدي إلى زيادة إدماء الوجدان واعوجاج السلوك في الكبر.
وضروري أن يفحص الولد طببا في فترات متعددة وطبعا كلما دعت حالته الصحية، كي لا يداوي ألم البطن بشربة وهو من التهاب الزائدة، ولا القيء بلزقة وهو من مرض السحايا الدماغية (مننجيت).
ويفحص الطفل في الحول الأول مرة كل شهر يدون فيها وزنه ونموه الجسدي والعقلي