للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لا يمكن أن تؤخذ على علاتها، دون الرجوع إلى الأحوال العامة، في تاريخ البلدان المجاورة التي يتصل تاريخها السياسي اتصالا وثيقا بسير الأحوال في البلاد الحضرمية

أما عن نوع العلاقة، في هذه الوحدة السياسية والاقتصادية بين حضرموت وغيرها من الدويلات في الجزيرة العربية فذلك يعني تفصيل الحكومات السياسية التي تعاقبت على اليمن منذ صدر الإسلام، إلى وقت انفصال حضرموت نهائيا عن حكومات اليمن في أواخر القرن الحادي عشر كما نذهب إليه

ومن العسير جدا على الباحث في تاريخ هذه الحكومات المتعاقبة، أن يهتدي إلى تحديد هذه العلاقة، تحديدا شاملا. فإن المجال لا يزال مفتوحا للدراسات التاريخية، وهذا النقص يكاد يكون ملحوظا للمعنيين بدراسة تاريخ الجزيرة العربية: ولذلك فإننا عاجزن حتى الآن عن تحيد تلك العلاقة؛ لأن ما لدينا من المباحث العلمية والمراجع التاريخية لا يكفي في تقرير هذه الحقائق تقريرا ضافيا ومفيدا

كيف ضاعت هذه المصادر:

ويذهب السيد الحداد برسالته (جني المشاريخ) في تعليل أسباب ضياع تلك المصادر التاريخية التي أشرنا إليه آنفا إلى انتشار البداوة والجهل بين سكان حضرموت؛ لأن انتقال تلك المؤلفات إلى أيدي أولئك النفر في الجهلة، معناه الإهمال والضياع

وربما كان هناك من يريد أن يسأل: كيف أمكن نبوغ تلك الفئة من المؤرخين، وسط تلك الجهالة المتفشية. ولا إخال أن (الحداد) كان ينتظر بداهة هذا السؤال، فقد أثبت في موضع آخر من رسالته السابقة (أن الذين قدر لهم الإقبال على العلم منهم في تلك الأزمة إنما تهيأت لهم أسباب خاصة، تيسر لهم معها التفرغ لذلك)

وأنا وإن كنت أوافق (الحداد) في بعض ما ذهب إليه في تعليل أسباب ضياع المصادر التاريخية، غير أني أعتقد أن هناك سببا أقوى، وهو أن المتأخرين من المتعصبة، قد رأوا في سيرة الأسلاف ما ينكرونه عليهم من المذاهب أو النحل. فعمدوا إلى أخفاء تلك المؤلفات وطمسها، في بعض الأحيان. وقد ذهب إلى مثل هذا الرأي بعص ذوي النظر والباحثين

محاولات في تاريخ الحضرمي:

<<  <  ج:
ص:  >  >>