الاجتماعي الوثني في الهند، وقد أشار الدكتور إلى ذلك إذ قال:
مرا بنكَركه درهند وستان ديكَرنمي بينى
برهمن زاده رمزآ شناى روم وتبريزاست
(انظر إلي لا تجد في الهند مثلي
من سلالة برهمن ولكنه يعرف رموز روم وتبريز)
تشرفت عائلة الدكتور باعتناق الإسلام قبل مائتين وخمس وعشرين سنة. وذلك أن أحد أجداده اتصل بولي من أولياء الله من الصوفية المسلمين فأشرب قلبه حب الإسلام فأسلم. وكان من آثار تلك الحادثة أن حسن الاعتقاد في الصوفية المخلصين لا يزال من الأوصاف المميزة لعائلة الدكتور إلى اليوم
ولد الدكتور محمد إقبال في سنة ١٨٧٦ ميلادية في بلدة سيالكوت مسقط رأس فيلسوف الإسلام العلامة الشهير عبد الحكيم السيالكوتي من إقليم بنجاب في شمال الهند. فلما بلغ سن التعليم أدخله أبوه في مكتب من المكاتب الإسلامية في تلك البلدة، ومن وهبه الله الذكاء المتوقد والحذق الحاد ظهرت بوادره منذ نعومة أظافره. كذلك الدكتور إقبال فانه لم تمض عليه مدة قليلة حتى أتم دراسة المكتب فأدخله أبوه في المدرسة، وفي المدرسة أيضاً بقى مثالاً لحدة الذهن وموضع الإعجاب من جميع أساتذته. فانه لم ينتقل من فصل إلى فصل ولم ينل شهادة بعد شهادة إلا بتفوق على أقرانه وباستحقاق مساعدة مالية شهرية من قبل الحكومة جائزة لنبوغه إلى أن أتم دراسته الثانوية، وبعد إتمام الدراسة الثانوية دخل الدكتور كلية في نفس البلدة، وكان في تلك الكلية أحد كبار العلماء الدين أستاذا للغة الفارسية والعربية وهو شمس العلماء مولانا مير حسن الذي كان يشار إليه بالبنان في الأدب الفارسي والعربي فتتلمذ له الدكتور ونبغ في الفارسية كما تعلم منه العربية أيضاً. وبعد إتمام دراسة الكلية انتقل الدكتور إلى كلية الحكومة ببلدة لاهور حاضرة إقليم بنجاب ونال منها شهادة بتفوق حيث استحق مداليتين ذهبيتين والمساعدة المالية الشهرية من قبل الحكومة. وفي هذه الأثناء انتقلت خدمات المستشرق الشهير السر توماس آرنلد من كلية عليكره إلى كلية لاهور. وكان السر آرنلد هذا مشهوراً بسعة اطلاعه في علوم الفلسفة، وكان عند الدكتور إقبال أيضاً ميل غريزي إلى الفلسفة حيث لم يترك دراستها في نيل