المكتب كتاباً) لالتبست مادة الفعل، وهي أصل الاشتقاق والعمدة في التصريف، وظهرت في صور تلبس الأصلي بالزائد - ولهذا كان خيراً أن تشكل الكلمات العربية شكلا خارجا عن بنية الكلمة.
قلت هذا فقال سعادة الأستاذ ما خلاصته: إن اشتقاق العربية وتغيير المادة فيها تغيراً كثيراً يجعلانها أولى بالضبط من اللغات الأُخرى التي لا تتغير موادها أو التي يقل فيها التغيير الخ.)، وما كانت دعواي أن العربية باشتقاقها غنية عن الشكل؛ بل كانت الدعوى أن الشكل الذي وضعه الخليل ابن أحمد أقرب إلى طبيعة العربية من إدخال حروف الحركات في ثنايا الكلمة، فنسى الأستاذ هذه الدعوى وذهب يجادل في غيرها. ثم ختم كلامه بقوله:(وعلى كل حال فإن الكلام في هذا الصدد هو كما ترى من قبيل الأدلة الخطابية المتخاذلة التي إذا عصرتها لم تجدها شيئاً، ولم تدرك لها آية فائدة فيما نحن فيه)
ولست أدري كيف سمى الأستاذ الاستدلال بالاشتقاق والتصريف والحروف والحركات أدلة خطابية. أنها أدلة برهانية واضحة، ليست من قبيل الخطابيات، ولكن الأستاذ يجادل كما يشاء، ويدعي على مجادليه ما يشاء، ويسمي الأشياء كما يشاء؛ فكيف يستقيم معه جدال؟
لم أرد الاستقصاء في هذا الجدال ولكن التمثيل. وحسبي ما ذكرت، وإني أعترف أني عاجز عن الجدال على هذه الطريقة، بل الجدال على غير طريقة، وقد رجعت إلى نصيحة صديق لي من زعماء فلسطين نصحني ألا أحفل بالرد على مثل هذا الكلام