ومثلت رواية (هانسل وجريثل) على مرح كامبردج، وقد ظهرت لأول مرة على مسارح لندن سنة ١٨٩٥ حيث مثلتها فرقة كاروزو. وتعد بموسيقاها من أحسن الروايات الغنائية، ولها شهرتها البعيدة في إنجلترا وألمانيا على السواء، بل في القاهرة أيضاً وقد كتبت قصتها للأطفال خاصة.
ومن الروايات القديمة التي تمثل في هذا الموسم في رواية (أين ينتهي قوس قزح) التي يرجع تاريخ ظهورها إلى حوالي عشرين سنة مضت، وهي رواية وطنية تثير في الطفل الإنجليزي ألواناً شتى من العاطفة القومية، وموضوع القصة خرافي ولكنه من موضوعات الشائقة التي يكون لها في قلب المشاهد أبلغ الأثر.
وبعض هذه القصص والروايات تمثل في لندن وفي كثير من المدن الإنجليزية الكبرى في وقت واحد أثناء أعياد الميلاد. ولا نريد أن نمضي في هذه الناحية من الحديث إلى غير نهاية، فإنما أردنا بذلك أن نمهد لما نريد أن نقوله للمشتغلين بالمسرح في مصر، وإنا لنرى منهم إهمالا تاماً وعدم احتفاء بأعيادنا القومية أو الدينية وإنها لتمر عليهم كغيرها من سائر الأيام، فلا يعدون لها برنامجاً خاصاً ولا روايات معينة، بل يحشدون فيها رواياتهم القديمة المعروفة فلا جديد في أيام العيد ولا ما يشبهه، وما يعنون بإعداد مشاهد مسلية طريفة يستطيع أطفالنا أن يجدوا فيها متعة ولهواً، ويكون في مقدورنا أن نصحب صغارنا إلى دور المسارح مطمئنين إلى أنهم سوف يلقون قصصاً تبهجهم وتسعدهم وتناسب عقليتهم الساذجة البسيطة.
وبينما يجد الطفل الإنجليزي في العيد من الروايات والمشاهد ما يحي في قلبه عاطفة قوية أو يبث في نفسه الحمية الوطنية، أو يدفعه إلى حب الخير وينمي فيه حاسة العطف على الفقير والبائس والمحروم، أو يريه من نواحي الفضيلة ما يحببه فيها، ومن صور الرذيلة ما يزهده في اقترافها، ومن معاني تقدير الآباء واحترامهم، وتجيل الأهل وإيتاء ذوي القربى، ما ينشئه نشأة صالحة طيبة، بينما يجد الطفل في إنجلترا وفي غيرها من الممالك الأوربية هذه الروايات الطيبة التي تسليه وتربيه معاً، ويراها يوم عيد ونفسه أحسن ما تكون استعداداً لنلقى ما يلقى إليها من المعاني السامية والأغراض الجليلة، لا يجد طفلنا شيئاً من هذا، وأنه ليمضي نهاره وليله حبيس غرفته وقد نمضي به إلى حديقة أو إلى زيارة بعض