١ - هذه الأحلام لا تحتاج في تفهم معناها إلى أي تحليل أو تطبيق لطريقتنا في التفسير. فليس من الضروري أن نستجوب الطفل الذي رأى الحلم بل يكفي أن نعرف شيئاً عن حياته. وهذه المعرفة لابد منها لأننا نجد في كل حالة أن حادثة من الحوادث التي وقعت للطفل في اليوم السابق هي التي تفسر لنا الحلم، وما الحلم في الحقيقة إلا رد الفعل الذي ينتج عن هذه الحوادث أثناء اليوم.
دعوني أضرب لكم بعض الأمثلة حتى نستطيع أن نبني استنتاجاتنا القادمة عليها:
(أ) كان على طفل يبلغ من العمر سنة وعشرة شهور أن يقدم صندوقاً من الحلوى هدية إلى أحد أقرانه بمناسبة عيد ميلاده. ومن الواضح أن الطفل قام بهذا العمل على غير رغبة منه، على الرغم من أنه قد وعد بأن ينال شيئاً منها لنفسه. وفي الصباح روى الطفل الحلم الآتي:(لقد أكل هرمان كل الحلوى).
(ب) قامت طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات برحلة بحرية لأول مرة في حياتها، فلما وصل الركب إلى الشاطئ أخذت الطفلة تصيح راغبة عن النزول من المركب فقد مر الوقت بالنسبة لها مراً سريعاً من غير شك. وفي صبيحة اليوم التالي قالت الطفلة:(لقد رأيت نفسي في النوم على ظهر مركب يمخر عباب الماء). وقد يكون في إمكاننا أن نستنتج أن هذه الرحلة طالت عن الرحلة الحقيقية حتى تشبع رغبة الطفلة.
٢ - نرى من هذا أن أحلام الطفولة ليست عديمة المعنى بل هي عمليات عقلية واضحة المرمى مفهومة المعنى، وقد سبق أن بينت لكم أن النظرية الطبية تفسر الحلم على أنه ظاهرة جسمية تنشأ عن اضطراب في المعدة أو ما شابه ذلك. وقد شبهه بعضهم بالأصوات التي تصدر عن آلة موسيقية من يد غير بارعة. ولكنكم بلا شك لن تغفلوا عن التناقض الواضح بين هذا التشبيه وبين أحلام الأطفال التي رويتها لكم. فإذا كان في استطاعة الطفل أن يقوم بعمليات عقلية كاملة أثناء النوم فليس من المعقول إذاً أن يقنع الرجل البالغ بأن تجيء أحلامه رد فعل لعوارض جسمية ليس إلا! هذا مع العلم بأن الطفل عادة يكون أعمق نوماً من الرجل البالغ.
٣ - هذه الأحلام خالية من التحريف، وعلى هذا فهي لا تحتاج إلى تفسير، فالمحتوى الظاهر والمحتوى الباطن متماثلان. ومن هذا يمكننا أن نستدل على أن التحريف ليس من