وإذا أمكننا حينئذ مخاطبة أرواح الموتى بهذا التليفون فبالأحرى يمكننا أن نخاطب أرواح الأحياء به مهما كانوا بعيدين عنا. وثمة لا يبقى لزوم للوسطاء بين الأساتذة الروحانيين وأرواح الموتى والأحياء.
وما أدرانا حينئذ أن يطلع بعضنا عن أفكار بعض بناء على نظرية وليمسن (أي أن الأفكار هي ضرب من الطاقة المذبذبة كما قال). وإذا صح هذا الحلم الجميل فكيف يمكن أن يعيش الناس بعضهم مع بعض وهم يضمرون خلاف ما يظهرون؟ هل يتورعون حينئذ عن الكذب والدس والكيد والغش والزور. وهل يسلكون سلوك الملائكة الأطهار والقديسين الأبرار ويستغنون عن البوليس والقضاء والحكومة والحكام.
ولكن إن صح هذا يستلزم أن يتلاشى الطمع والاستئثار واستغلال القوي للضعيف من الناس. وكيف يمكن هذا إذا كان الناس متفاوتين في الكفاءات والأهليات والمؤهلات والذكاء؟. . .
وإذا استرسلنا في هذه الافتراضات وجدنا العالم منقلباً رأساً على عقب بل مختلطا بعضه مع بعض وقد انصهر في بوتقة الروحانيات وأنسبك عالماً آخر جديداً. ولعله يكون أفضل من عالمنا هذا. ويكون الله تعالى قد رضى عن خليقته وصاغها خليقة جديدة صالحة
ولكن هل يسلم الروحانيون بأن الروح شيء مادي من صنف مادة الجسد لها طاقة مذبذبة الموجات؟ أم هي شيء غير مادي. فإذا كانت شيئا غير مادي فنظرية المستر جون وليمسن تنهار لأنها لا تكون ذبذبات طاقة كما زعم. وإن كانت شيئاً مادياً فالأرواح تنحل بانحلال الجسد ولا يبقى ثمت عالم أرواح.