أن يمحو كلمة مستحيل من قواميس اللغة. على أن ما كتبه الأستاذ في الرد على هذا الاقتراح لا يمت بصلة إلى عنوانه، وقد ذكر في هذا الرد أن المتواضع عليه بين العلماء أن اللفظ العامي ما لم ينطق به عربي، وأنه المدار في تمييز العربي من العامي على النقل عن المعاجم اللغوية، ولا شك أن في هذا ضبطاً للخلاف بين العربية والعامية، فكيف يدعي معه أن ضبط الخلاف بين العربية والعامية مستحيل؟
والاقتراح المقدم إلى المجمع اللغوي يرمي إلى إبطال هذا الضابط المتواضع عليه بين العلماء، لأنه يبعد الشقة بين اللغتين ويؤدي إلى تخطئة كثير من العامية بدعوى أنه لا يوجد في معاجم اللغة، مع أن هذه المعاجم لم تستقص اللغة كلها، ولو رجعنا إلى الضابط المذكور في ذلك الاقتراح لأمكن تصحيح ما يعد خطأ بالضابط المتواضع عليه بين العلماء، وفي هذا تسهيل كبير لأمر العربية في هذا العصر، وتقريب للخلاف الذي بينها وبين العامية ومحاولة لجمع المختلفتين في شأن اللغتين على أمر لا يؤثر في صميم العربية، ويضم إليها كثيراً ممن ينتصر للعامية عليها، وقد ذكر الأستاذ (عبد الحميد عنتر) في الرد على هذا الاقتراح أنه يخالف الضابط المتواضع عليه بين العلماء، ومثل هذا من المصادرة التي لا تصلح في مقام الرد، ثم ذكر أنه لو صح ذلك لجاز للعامي أن يخترع ألفاظاً لا حصر لها على نمط الأوزان العربية. والجواب عن هذا أن الاقتراح في ألفاظ موجودة بالفعل وهي ألفاظ جرت عليها سليقة الناس، ولا شأن له بما يخترع من الألفاظ، على أنه لا يوجد ما يمنع العامي من اختراع مثل ذلك عند حاجته إليه، وذلك حين لا يجد في اللغة ما يغنيه عنه. ثم ذكر أنا لو أخذنا بهذا الاقتراح لخطأنا نحو ربع اللغة من الألفاظ الشاذة، وهذه مغالطة ظاهرة، لأن موضوع الاقتراح الألفاظ العامية لا العربية. وأما ما ذكره في الأمثلة من تصحيح بعضها على لغة من اللغات فلا يفيد شيئاً في موضوع الاقتراح، ولا يصح أن يصرفنا البحث فيها عن البحث في الاقتراح نفسه، والأمثلة كثيرة لا تحصى ولا تعد.