تأييداً للرأي القائل بأن أحدهما غير الآخر - وهو الرأي الذي أعيد موضحاً بالعدد (٥١٢) من الرسالة - أنقل ما يأتي:
(ومن ملوكهم - يعني اليونانيين - الإسكندر المقدوني وهو ابن فيلبس، وليس بالإسكندر ذي القرنين الذي قص الله نبأه في القرآن بل بينهما فروق كثيرة. وبينهما في الدين أعظم تباين؛ فهذا كان صالحاً مؤمناً، وذاك المقدوني كان مشركاً. وكان أرسططاليس وزيره). عن كتاب الإغاثة لابن قيم الجوزية أحد أعلام القرن الثامن الهجري صفحة ٣٦٧ ببعض اختصار
وفي كتاب (لقطة العجلان) لصديق حسن خان القنوجي البخاري ملك مملكة بهوبال:
(التحقيق أن ذا القرنين الذي ذكره الله في كتابه عربي كثر ذكره في أشعار العرب واسمه الصعب بن ذي مراثد ابن الحارث الرائش وأنه ملك من ملوك حمير. وقد غلط من ظن أن الإسكندر بن فيلبش هو ذو القرنين؛ فإن لفظة ذو عربية، وذو القرنين من ألقاب العرب ملوك اليمن، وذاك رومي يوناني غزا دارا ملك الفرس وقتله. وهو صاحب أرسططاليس وتلميذه. وذو القرنين المذكور في القرآن ملك قديم كان على زمن إبراهيم وهو الصعب بن الرائش الذي مكن الله له في الأرض وبنى السد على يأجوج ومأجوج. وقد غلط من ظن أن باني السد هو الاسكندر الرومي) صفحات ١٠، ١١، ٩١، ٩٢ باختصار وبعض تصرف. هذا ويؤثر عن تبَّع قوله:
قد كان ذو القرنين قبلي مسلماً ... ملكاً تذل له الملوك وتسجدُ
ويروي بلفظ آخر فيه التصريح بأنه جدُ لتبع اليماني وهو:
قد كان ذو القرنين جدي مسلماً ... ملكاً علا في الأرض غير مفنَّد
بلغَ المشارقَ والمغاربَ يبتغي ... أسبابَ أمر من حكيم مرشِد
فرأى مغيب الشمس عند غروبها ... في عين ذيُ خُلب وثأط حرمد