عدد كبير من العناصر الأولية، بل من النظام الداخلي في ارتباط هذه العناصر. كيف تتركب إذن هذه المواد؟ إذا أجرينا على المواد الزلالية تحليلا خميريا أي بواسطة الخمائر مثل خمائر الأمعاء فإنها تنحل في النهاية إلى عدة أجسام بسيطة التركيب إلى حد ما، يدعونها الأحماض الأمينية أي أجسام يعينها وجود وظيفة حمضية بجانب وظيفة أمينية (وهي وظيفة قلوية تحتوي على الأزوت منتشرة في المواد العضوية)؛ وعلى ذلك كان من السهل أن يتحد حامض أميني مع حامض أميني آخر بأن ترتبط الوظيفة الحمضية لأحدهما مع الوظيفة الأمينية للآخر، كما أنه يمكن أن يتحد هذا الجسم المزدوج الجديد مع حامض أميني ثالث بنفس الطريقة وهكذا. وقد تمكن فيشر من تركيب نحو ثمانية عشر حمضاً أمينياً بعضها مع بعض فنتج لديه أجسام لها كثير من خصائص المواد الزلالية. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فان الأحماض الأمينية نفسها يمكن تركيبها من أجسام بسيطة. وقد كان لسورنسن الفضل في دراسة وتركيب أحد الأحماض الأمينية الهامة وهي الأرجينين، كما كان له فضل ابتداع طريقة للتقدير الكمي للأحماض الأمينية في محلول يحتوي عليها