للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

التهالك. فإذا ما أُدخل على المحلول الغروي جسم يحمل شحنة كهربائية مضادة لشحنته لا تلبث جزئيات المحلول الغروي أن تتجاذب مع هذا الجسم الغريب وفقاً للقانون الطبيعي الذي يقرر التجاذب بين جسم موجب وآخر سالب، وبالتالي ينهار المحلول الغروي؛ وهذا ما يحدث بين السموم المفرزة من الجراثيم وبين الجزئيات الزلالية في الأنسجة الحية. ومما يجدر ذكره أن تقدم الكائن الحي في السن وانحداره نحو الهرم يقابله تغير في الصفات الغروية الخاصة بأنسجته ينتج عنه تباطؤ في نشاطها؛ وهكذا يمكننا أن نقرر دون خشية الخطأ أنه في اليوم الذي تتم لنا فيه معرفة جميع الصفات الغروية نكون قد كشفنا الغطاء عن جميع معميات المظاهر الفسيولوجية في الصحة والمرض

ومن المسائل التي استرعت اهتمام سورنسن مسألة الوزن الجزيئي للزلاليات، أي وزن أصغر جزء له نفس صفات الجسم الذي يتركب من عدد كبير من هذه الجزئيات؛ فاستعان بالضغط (الأسموزي) أي الضغط الذي يحدثه دفع محلول على جدار غشاء إذا وجد من الناحية الأخرى من هذا الغشاء محلول ذو تركيز يختلف عن تركيز المحلول الأول. وبواسطة قانون (فان تهوف) الذي يعين العلاقة بين الضغط ودرجة الحرارة المطلقة والتركيز الجزيئي يصبح من السهل استنتاج الوزن الجزيئي. أدت هذه الطريقة سورنسن ثم (أدير) إلى تقدير الوزن الجزيئي لزلال البيض ب ٣٤. ٠٠٠ وبضعف هذا العدد لزلال الدم. وقد حققت التجارب التي أجريت بواسطة طرق فيزيقية أخرى هذا العدد كما حققت أن المواد الزلالية المختلفة لا تختلف في وزنها الجزيئي إلا بأنها حاصل ضرب هذا العدد في أعداد صحيحة. وليس في ذلك غرابة، فنحن نعلم أن المواد الغروية تتكون من وسط منتشرة فيه دقائق مؤلف كل منها من عدد معين من الجزئيات قد يختلف من مادة غروية إلى أخرى. ومهما يكن من أمر هذا الاختلاف في الوزن الجزيئي فان ما يسترعي النظر حقاً هو ضخامة حتى أصغر قيمة وجدت للوزن الجزيئي في الزلاليات وهي ١٧. ٠٠٠ (يلاحظ أن نصفها ٣٤. ٠٠٠)؛ ذلك لأننا لا نعرف جسماً يقترب وزنه الجزيئي من هذه القيمة مما يدل على شدة التعقيد في تركيب المواد الزلالية؛ ومع ذلك فان تحليل هذه المواد إلى عناصرها الأولية لا يؤدي إلا إلى أربعة عناصر بسيطة هي الكربون والهيدروجين والأكسجين والأزوت، ثم في معظم الحالات أيضاً للكبريت. إذن فالتعقيد لا يأتي من ازدحام

<<  <  ج:
ص:  >  >>