للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بالاتفاق مع حكومة باريس، الذهاب إلى ألمانيا، ومقابلة الهر هتلر، ليتحقق ما إذا كان لا يزال باقيا أي أمل في حفظ السلام. فأرسل إليه في ١٤ سبتمبر (أيلول) برقية قال فيها:

(نظرا لازدياد تحرج الحالة أرى أن آتي لمقابلتكم بقصد السعي لإيجاد حل سلمي. وفي عزمي أن آتي بطريق الجو، وإني مستعد للسفر غدا. فأرجو أن تخبرني عن أقرب وقت تستطيع فيه مقابلتي، وعن المكان الذي نجتمع فيه). فرد الهر هتلر على هذه البرقية بقوله إنه مستعد لمقابلة رئيس الوزارة البريطانية غداً في برختسكادن

طار المستر تشمبرلين إلى ألمانيا صباح ١٥ سبتمبر (أيلول) فوصل برختسكادن الساعة الرابعة. وبعد تناول الشاي مع زعيم ألمانيا أخذ رجلا الدولة يتباحثان. ولم يحضر مباحثاتهما هذه التي دامت ثلاث ساعات غير المترجم

خلال هذه المحادثات أبان الهر هتلر بوضوح وتأكيد، وجوب إعطاء السوديت الألمان حق تقرير مصيرهم، والعودة إلى الريخ إذا كانوا يريدون ذلك. وإذا لم يعطوا ذلك الحق فان ألمانيا تأخذه لهم بالقوة.

وقد تذمر الهر هتلر من تهديدات بريطانيا له فأجاب المستر تشمبرلين على ذلك أنه يجب التفريق بين التهديد والإنذار. وقد يكون للهر هتلر سبب معقول من التذمر لو أن المستر تشمبرلين مكنه من التفكير في أن بريطانيا لا تدخل ضده في حرب مهما كانت الظروف، ولكن عملياً توجد حالات إن وقعت تضطر بريطانيا إلى دخول الحرب ضد ألمانيا.

ظهر للمستر تشمبرلين أن الهر هتلر كان يتأهب إلى اكتساح تشيكوسلوفاكيا مما جعله يسأله لماذا مكنه من السفر إليه مسافة طويلة، ما دامت نتيجة ذلك ضياع وقته فقط. فأجاب الهر هتلر على ذلك أنه لو أن المستر تشمبرلين يؤكد له هناك (أي في ألمانيا) وفي ذلك الوقت - أن الحكومة البريطانية تقبل مبدأ حتى تقرير المصير، لكان (أي الهر هتلر) مستعداً لبحث الطرق والوسائل لتنفيذ ذلك. ولكن إذا كانت الحكومة البريطانية لا تعتبر هذا المبدأ، فان من الحق ألا تكون هناك فائدة من متابعة المحادثات. غير أن المستر تشمبرلين لم يكن حينئذ وفي ذلك المكان في حالة تمكنه من إعطاء مثل ذلك التأكيد، فأعلم محادثه أنه يريد العودة للمشاورة مع زملائه في هذا الشأن، إذا امتنع الهر هتلر عن القيام بأعمال عدائية ريثما يتمكن من معرفة جوابهم. فوعده الهر هتلر بذلك

<<  <  ج:
ص:  >  >>