عاد المستر تشمبرلين إلى لندن صباح ١٦ سبتمبر (أيلول)، معتقداً أن لا شيء يحول دون احتلال الجيوش الألمانية تشيكوسلوفاكيا إلا منح الألمان السوديت حق تقرير مصيرهم في وقت قريب. وكان ذلك في رأيه، الأمل الوحيد في الوصول إلى حل سلمي.
وفي اليوم نفسه، وبطلب من المستر تشمبرلين عاد اللورد رنسيمان من براغ إلى لندن. ولما سأله الصحفيون عن رأيه في الموقف أجاب:(كنت أود لو أني أعرف عن الموقف ما تعرفون، وأخشى ألا يكون عندي من المعلومات ما أفضي إليكم به غير القول بأن الحالة دقيقة جداً وأنها بين يدي الله).
وفي مساء ذلك اليوم عقد مجلس الوزراء البريطاني جلسة، حضرها اللورد رنسيمان. وفي هذه الجلسة عرض رئيس وزارة بريطانيا لزملائه ما سمع من الهر هتلر، وما حمل من فكرة عن موقف الجيش الألماني إزاء المشكلة التشيكوسلوفاكية. وفي هذه الجلسة أيضاً أوقف اللورد رنسيمان الحكومة على الحالة في تشيكوسلوفاكيا وأبدى لها ما يعتقده من حل حاسم لمشكلتها.
بعد أن عرض اللورد رنسيمان سير المفاوضات ووضع مسؤولية فشلها على الهر هنلاين ومعاضديه داخل البلاد وخارجها قال:(مع ذلك فإنني أعطف على قضية السوديت. إنه من المؤلم جداً أن يخضع الشعب لحكم شعب غريب) ثم أبان أنه حين وصوله كان زعماء السوديت المعتدلون لا يزالون يرغبون في حل يبقيهم داخل حدود الدولة التشيكوسلوفاكية، لتأكدهم أن الحرب ستقضي على بلادهم لأنها ستكون ساحتها. وقد حاول اللورد الوصول إلى مثل هذا الحل ولكنه لم ينجح، لتصلب اتباع الهر هنلاين وإيجادهم العراقيل أمام تحقيق الحلول المعروضة. لهذا أخذ اللورد رنسيمان يدين بأن المقاطعات المأهولة بأكثرية كبيرة ألمانية يجب أن تعطى حالاً حق تقرير مصيرها، وأنه إذا كان لا بد من إلحاق بعض الأقاليم بألمانيا، وهو يعتقد بضرورة ذلك، فانه يجب أن يكون حالا ومن غير تأخر. لأنه يوجد - حسب رأيه في ترك الحالة غير جلية - خطر حقيقي: خطر حرب أهلية. ولذلك يرى وجوب اتباع سياسة سريعة حاسمة. أما إجراء الاستفتاء في المقاطعات التي تكون أكثريتهم الساحقة ألمانية، فما هو ألا عمل شكلي إذ الأكثرية من سكان هذه المقاطعات تحبذ الانضمام إلى ألمانيا. والاستفتاء لا يؤدي في هذه الحالة إلا إلى تهيج شعور الجمهور،