للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- (إذا حاولت أن تريني، كان فراق بيني وبينك!!).

- (أنت تزعجني أيها الحبيب الصغير. . .)

- (ولم أزعجك؟. . . ألست قد أنقذتك من الموت، وأسكنتك هذا القصر المنيف، ولست أمن عليك!!).

- (برغم هذا فأنك تزعجني. . .)

- (هاتي قبلة. . . ودعى هذا الحديث الشاجن. . .)

- (. . . .؟. . . .)

وظل يزورها كلما أقبل الليل، فيمكث معها حتى مطلع الفجر آخذين في عناق وقبل، وحديث ألذ من قطع الروض، وأروح من رفيف النسيم؛ ثم يفصل على أن يعود لميعاده من اليوم التالي. . . وبسيشيه راضية قانعة، لا يضيرها إلا تعرف من هذا الحبيب الوفي. . . ولا ما يكون اسمه. . .

وذهبت تنشق أنفاس البحر فوق الشاطئ الطويل المزهر فلقيت أختيها فجأة تخرجان من زورق جميل، فتعانقهما عناقاً حاراً، ويغمرها للقائهما فرح كبير، وتعود بهم إلى القصر، وتطوف معهما حدائقه وغرفاته، وتقف عند الصور والتماثيل ونافورات الزئبق؛ وتدخلهما (هيكل الحب) كما إتفقت وحبيبها أن يسميا المخدع؛ ثم تقص عليهما قصتها منذ اعتزامها الإنتحار إلى أن تلقاهما. . .

وتكون الغيرة قد أنشبت أظفارها في فؤادي الفتاتين، ويكون الحسد قد شاع في نفسيهما الخبيثتين، فتضمران لها الشر المستطير.

- (ولكن كيف تطمئنين إلى هذا الحبيب يا أختاه؟ إلا تخافين أن يكون غولاً أو هولة أو سعلاة؟ لماذا إذن يأبي عليك أن تنظري إليه؟ أليس يخشى أن تفزعي من إذا رأيته على حقيقته؟ أيغرك منه كلامه الناعم الموشي؟ لا يا أختاه! نحن نخشى أن يقلاك يوماً أو يجفوك فيقتلك. . .! لابد أن تأخذي حذرك منه! ولابد أن تنتهزي فرصة يكون غاطاً في نوم عميق فتوقدي المصباح وتنظري إليه، فإن كان وحشاً أو هولة، فإليك هذا الخنجر المرهف فأغمديه في قلبه واستريحي منه، وعودي معنا إلى أبينا الملك فإنه جد مشتاق إليك. . .)

ودفعتا إليها الخنجر المسمم بغلهما، وولتا عنها تختبئان في أجمةٍ دانية. . . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>