دبت فيها الحياة، وسرت فيها الحرارة، وظهر علية اللون، وتهيأ لها البروز. والكلمة في الجملة كالقطعة في الآلة، إذا وضعت في موضعها على الصورة اللازمة والنظام المطلوب تحركت الآلة وإلا ظلت جامدة. وللكلمات أرواح كما قال (موباسان). وأكثر القراء، وإن شئت فقل أكثر الكتاب، لا يطلبون منها غير المعاني. فإذا استطعت أن تجد الكلمة التي لا غنى عنها ولا عوض منها، ثم وضعتها في الموضع الذي أعد لها وهندس عليها، ونفخت فيها الروح التي تعيد لها الحياة وترسل عليها الضوء، ضمنت الدقة والقوة والصدق والطبيعّة والوضوح، وأمنت الترادف والتقريب والإعتساف ووضع الجملة في موضع الكلمة. وذلك في الجهاد الفني فوز غير قليل.