الفاروق إلى أبي موسى مشهورة، وقد رواها رواة وعزوها إليه. وذكر الجاحظ في البيان والتبيين كتابا من عمر إلى الأشعري (رضي الله عنهما) فيه تعليم وإرشاد وتذكير، والله اعلم.
وقال الأستاذ الرافعي (رحمه الله).
(والذي آنا واثق منه أن الكلمة لم تعرف في العربية إلا في أواخر القرن الثالث من الهجرة. وهذا الإمام الجاحظ يقول في موضع من كتابه (البيان والتبيين) في شرح قول علي كرم الله وجهه: (بقية السيف أنمى عددا وأكثر ولدا) ما نصه: (ووجد الناس ذلك بالعيان الذي صار إليه ولده من نهك السيف وكثرة الذرء وكرم النجل. قال الله تبارك وتعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب) وقال بعض الحكماء: قتل البعض حياة للجميع. ولم يزد الجاحظ على هذا. ولو كانت الكلمة معروفة يومئذ لما فاتته كما هو صنيعه في كتبه، وهذه العبارة الأخيرة (قتل البعض. . .) هي التي زعم الرازي في تفسيره أنها للعرب. . . فلا عبرة في هذا الباب بكلام المفسرين ولا المتأخرين من علماء البلاغة، وإنما الشأن للتحقيق التاريخي)
قلت: في النسخة المطبوعة: (قتل البعض أحياءٌ للجميع) ولم تجيء هذه العبارة والآية الكريمة قبلها قول علي (رضي الله عنه) - أن قصد أنهما جاءتا شرحا له، فالمقاصد مختلفة. وإيراد الجاحظ الآية والعبارة هو كعادته في إملاء ما يمليه في كتابه، وقد وردت قبل جملة وكلمةٍ للمهلب في معناها أقوالٌ متنوعة، وتلت الآية والعبارة مقطوعةٌ لهما الرقاشي، ثم تبع الشعر قولٌ لخارجية يشاكل الجملة العلوية، ثم خبر وشعر، ثم أحاديث متنوعة. وإن حسب الجاحظ أن الآية والعبارة تحكيان (بقية السيف. . .) فقد أخطأ حِسبانه
ثم روى الأستاذ الرافعي (رحمه الله) قولاً للجاحظ في (حجج النبوة) في القوم الذين كانوا يولدون الأخبار ويطعنون بها على (الكتاب) ثم قال: (وإن لم ينهض الدليل القاطع على أن تلك الكلمة مترجمة عن الفارسية بظهور أصلها في تلك اللغة! ورجوعه إلى ما قبل الإسلام فهي ولا ريب مما وضع على طريقة ابن الراوندي الذي كان في منتصف القرن الثالث)
قلت: الكلمة لم تظهر في مصنفات نعرفها في القرن الثاني أو الثالث فينسبها إلى أحد من العرب أو غيرهم ناسب أو يقصد بها مقصد ابن الراوندي وتلك الشرذمة شرْير. وما هي