وهو دفاع صادق من شاعر إزاء هجوم رآه موجهاً، ضمناً، إلى ما قال من الشعر في الربيع، وللأستاذ نجا قصيدة في العدد الماضي من (الرسالة) عنوانها (ربيع وربيع) وقد عدل في خلالها عن الحديث في ربيع الطبيعة إلى ربيع القلوب والأماني، وأنا أوافقه على هذا النحو فهو حقيقة شعورية ظاهرة، أما ربيع الطبيعة في مصر فأنا لا أزال أسال: أين هو؟ وقد وصل إلى كتاب الأستاذ في يوم شديد القيظ وهو اليوم التالي لكتابته! فإن كان ينعم بالربيع في الإسكندرية، حيث هو، فأنا في القاهرة لا نجد ربيعاً ننعم به، وقد نالني الربيع المزعوم بالقذى في عيني فحجب وجه (الأدب والفن) في الأسبوع الماضي. . . وإذا كانت الإسكندرية تنعم بالربيع فربيعها إذن يتصل بربيع آخر، هو الصيف على شاطئ البحر، كما يقول الأستاذ في رسالته، ربيع آخر أزهاره السابحات الفاتنات!
وقلت في كلمتي السابقة: إن الفصل الممتع عندنا حقاً هو فصل الخريف، وقد قال البحتري:
وليالي الخريف خضر ولكن ... شغلتنا عنها ليالي الربيع
وكان البحتري يعيش في بلاد ذات ربيع جميل، ولذلك شغلته ليالي الربيع، أما نحن فما لنا - ما عدا الأستاذ نجا في الإسكندرية - غير ليالي الخريف.