للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الطويلة من الرقص والغناء، والغناء خاصة في غير موقعه؛ ولم أفهم الحكمة في عرض منظر الرقص الزنجي الذي كانت تغني فيه نوال وهي مطلية بالسواد في شكل قبيح إمام حبيبها الدكتور وحيد الذي جاء يشاهدها في فرقة الكواكب بعد أن عرف إنها ممثلة، وتسميها حوادث الفلم ممثلة مع أنها تمثل شيئاً إنما كانت تغنى فقط، هل أريد بذلك أن يراها الدكتور على هذا القبح فيزداد شغفه بها؟.

وفي منظر واحد يبدو على مسرح فرقة الكواكب أبو الهول والأهرام في وسط أشجار وأزهار. . وغناء لبناني ورقص مصري بلدي والقدرة التي تجمع بين كل ذلك في مكان واحد هي التي تجمع في طبق بين السمك واللبن والتمر هندي. .

وعندما تلتقي نوال وصاحبتها الراقصة بالدكتور وحيد لأول مرة، وتزعمان انهها مدرستان، تنفرج فلقتا ثوب الراقصة عن بطنها العاري في زي الرقص، فيلاحظ الدكتور ذلك، وأنه لا يتفق مع ادعائهما انهما مدرستان، فتقولان انهما كانت في حفلة مدرسية. . . فأي حفلة مدرسية ترقص فيها المدرسات عاريات البطون؟.

وأظن أن حكاية ابن الباشا الذي يحب البنت الفقيرة (الخفة) قد أكلت عليها الأفلام المصرية وشربت حتى شبعت وارتوت، ومن المؤسف أنها تلف في هذا الجزء المدعم القيم؛ ومن عيوب الأفلام المصرية أن بعضها يحاكي بعضاً، ثم تتكرر المحاكاة حتى تمل، ثم تسخف.

أما اسم الفلم (الليل لنا)، فهو كلمة من أغنية غنتها المغنية في فترة الكواكب بالليل. . . ولست أدري إذا كانت المغنية غنت بالنهار - هل كان يسمى الفلم (النهار لنا)؟!

دفاع شاعر عن الربيع:

يقول صديقي الشاعر الأستاذ إبراهيم محمد نجا: أنت تقول يا صديقي أن الربيع لا وجود له في الطبيعة المصرية، والربيع موجود أمام ناظري ألان وأنا أكتب لك هذه الكلمات. . . موجود في الحديقة التي أشرف عليها من نافذتي، موجود في أزهارها المختلفة الأشكال والألوان، هذه التي كانت في فصل الشتاء سراً في باطن الأرض، حتى جاء الربيع فكشف السر وأزاح الستار! وقد أعجبني قوله: أما اضطراب الجو في بعض أيام الربيع فذلك شيء لا يؤثر على الشعر والشعور، لان القصيدة هي وليدة حالة نفسي في لحظة زمنية تمتلئ فيها النفس بالمشاعر ويمتلئ فيها الذهن بالتأملات.

<<  <  ج:
ص:  >  >>