للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

غير ذلك من الهذر الذي لا فائدة منه إلا بأقفال أجهزة الإذاعة فيخف الضغط على تيار الكهربا ويقل الاستهلاك. . .

الليل لنا:

هو الفلم الذي عرض أخيرا بسينما استديو مصر، ألفه يوسف جوهر، وأخرجه ومثل دور البطل الأول فيه محمود ذو الفقار، وأشترك في التمثيل سليمان بك نجيب والمطربة صباح. يبدأ عرض الفلم فإذا حشد من الحوادث المختلطة المزدحمة يؤدي إلى نشوء حب بين نوال (صباح) المغنية بفرقة الكواكب وبين طبيب شاب (محمود ذو الفقار) من أبناء الباشوات، ينتهي هذا الحب إلى الزواج. ولا بد أن تجتاز كل هذه الحوادث الكثيرة حتى تصل إلى نبضة القصة أو فكرتها، عند ما تلجأ نوال إلى شقة رسام شاب هربا من الشرطي الذي اشتبه فيها فظنها من بنات الليل، وكانت في أثناء ذلك لا تزال تعمل بفرقة الكواكب ولم تتزوج بعد من الطبيب؛ يستقبلها عباس (الرسام) في شقته ويعرض عليها الشراب فتأبى، فيستشعر نبل الفنان ويرفق بها، ثم يسرف في الشراب ويأخذه النوم، ثم يصحو فيجدها نائمة على مقعدها فيتأمل جمالها ويغطيها بمعطفه ويعود إلى النوم، ثم تصحو هي فتجده نائماً على مقعده فتغطيه بالمعطف، وتتسلل خارجة بعد أن اطمأن إلى ذهاب الشرطي من أمام المنزل. ويتهم بعد ذلك الرسام بقتل عمه لخلاف بينهما، وقد وقعت جريمة القتل في الليلة التي كانت نوال بشقته فيها، وفي الوقت الذي كانا فيه معاً؛ وعند محاكمته يطلب شهادة نوال وكانت قد تزوجت من الدكتور وحيد (الطبيب ابن الباشا) ويصل علم ذلك إلى زوجها وأبيه، فيعمل الباشا (سليمان نجيب) على أبعادها عن الشهادة خشية تلويث سمعته وتعاني هي صراعاً هائلاً بين واجبين: المحافظة على كرامة أسرة الزوج، وإنقاذ الشاب البريء من الإعدام وليس له دليل على البراءة غير شهادتها، وتبدع صباح في تمثيل هذا الموقف ونصب حيرتها في أغنية رائعة. وأخيراً تذهب إلى المحكمة وتشهد بأنها كانت مع المتهم في شقته وقت وقوع حادث القتل، وتم ذلك في موقف أجاد المخرج تهيئته بحيث لم يغضب الباشا الذي كان بعارض في شهادة زوج ابنة أشد المعارضة.

هذا الجزء الذي ذكرته من وقائع الفلم هو أقوم ما فيه، ولكنه لم يأخذ حقه من العرض والإبراز، بل راح ضحية الزحمة والاختلاط في حوادث القصة وضحية تلك الفواصل

<<  <  ج:
ص:  >  >>