للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الكريم.

سمعاً يا سيد برنادوت. لم تكن كارثة الفلسطينيين المشردين في مغادرة ديارهم وتخريبها ونهبها فقط. بل في ضياع أسباب معايشهم جميعاً وفقد أموالهم وإضاعة كسبهم ومتاجرهم في حين أنهم كانوا عالة على إخوانهم عرب مصر وشرقي الأردن وسوريا ولبنان والعراق على الرغم من أن هؤلاء الإخوان رحبوا بهم وما استثقلوا ضيافتهم بل قدموا لهم كل إعانة كأنهم أهل البيت ولكن النفوس الأبية لا تحتمل طول هذه الضيافة.

لا ندري كم من ملايين الجنيهات (لا الدولارات) خسر العرب في هذا التشريد فضلاً عن الأنفس الزكية والأرواح الثمينة التي أزهقتها فظاعات اليهود. كل هذه لم يحسب لهاالسيد برنادوت حساباً في تعطفه على العرب. ولكن العرب لا يصبرون على هذا الضيم مهما تناهوا في كرم الأخلاق لأن ضيفهم الجنس الصهيوني ساقط الأخلاق، معدوم الضمير، فلا يستحق سماحاً ولا مغفرة.

لذلك كان على الدول العربية جميعاً أن ت حصل حقوق العرب الفلسطينيين المادية (علاوة على الحق الوطني) من هؤلاء اليهود الطغاة الذين بلغ بهم الصلف كل مبلغ. وهذا التحصيل ليس بالصعب بل هو أسهل من السهل. أما أن نعتمد على قضاة برنادوت أو مجلس الأمن في تحصيل هذه الحقوق من يهود فلسطين أنفسهم فهو عبث، لأن اليهود لا يدفعون حقاً من تلقاء أنفسهم.

ولكن لإخوانهم في سائر البلاد العربية أموالاً وأملاكاً وأسهماً وأوراقاً مالية لا تحصى. وقد استنزفوها من ثروة البلاد بلا جهد ولا عناء. وكانوا يساعدون بشيء كثير منها الصهيونيين في تل أبيب - الصهيونيون الذين صنعوا هذه الكارثة الأليمة فلا يتعذر على الدول العربية أن تحصل تلك الغرامات والتعويضات من هؤلاء اليهود الأعوان. وللدول العربية عذر وجبه جداً في أحقية هذا التحصيل. وهو أن حوادث التفتيش عن الأشخاص الخطيرين في البلاد فضحت هذا العنصر الخطير (الجوييم) الذي يهيئ ثورة محلية يراد بها قلب الحكم الحاضر بحيث تكون عاقبته امتداد الصهيونية إلى مصر وجميع البلاد العربية. فكل يوم يظهر من تفتيش البوليس أشخاص يملكون أسلحة وقنابل ومنشورات بالعبرية والعربية تدل على أن في عزم الصهيونيين (الأبيبيين) أن يغزوا مصر حالما

<<  <  ج:
ص:  >  >>