يبدأ بوصف اجتماع الطير، ويذكر فيما يذكر منها الهدهد والببغاء، والدراج والبلبل والطاوس، والفاختة والقمري والبازي. ويصف شكل كل طائر وطباعه.
اجتمعت الطير فتشاكت ما هي فيه من الفرقة والفوضى، وفقد رئيس يجمع كلمتها ويهديها السبيل، على حين لا تخلو أمة من ملك فانبرى الهدهد يخطب فيذكر خبرته واعتزاله الناس، وجده في طلب الحق، وصحبته سليمان بن داود، وأنه طوف الأرض سهلها وحزنها، وخبر قاصيها ودانيها. ثم قال: عرفت أن لنا ملكا، ولكن عجزت عن المسير إليه وحدي، فان تعاونا استطعنا أن نبلغ مكانه. إن لنا ملكا اسمه سيمرغ وراء جبل اسمه جبل قاف، هو منا قريب ونحن بعيدون. هو في حرم جلاله لا يحيط البيان بوصفه، ودونه آلاف من الحجب - واستمر الهدهد يفيض في وصف السيمرغ، حتى راع السامعين بيانه. قال: وأول عهد الناس به أنه كان طائراً في ظلمات الليل فوق بلاد الصين فسقطت من جناحه ريشة، فقامت قيامة الامم، وأعجب الناس بما فيها من الألوان العجيبة والنقش، وتعلم كل منها فناً. ولا تزال هذه الريشة في الصين، ومن أجل هذا جاء في الأثر:(أطلبوا العلم ولو في الصين) ولو لم يظهر في هذا العالم نقش هذه الريشة ما كان في العالم أحد منكن أيتها الطير.
فلما سمعت الطير بيان الهدهد، هاجها الشوق إلى السيمرغ وأزمعت الرحلة إليه، ثم ذكرت ما في الطريق من أهوال فبدا لبعضهن أن يؤثر العافية، فادعى كل لنفسه عذرا:
قال البلبل: أنا أمام العاشقين؛ ملأت القلوب وجدا بأغاريدي، فكيف أستطيع مفارقة حبيبي الورد.
وقالت الببغاء: إن جمال هذا الريش أغرى بي الناس، فحبسوني في الاقفاص، فقاسيت الغم الطويل والألم الممض، حسبي ما قاسيت على أنى لا أستطيع أن أطير تحت جناح السيمرغ.
وقال الطاوس: كنت مع آدم في الجنة فطردت منها، وكل همي أن أعود إليها ولست بعد قادرا على مصاحبة السيمرغ
ويذكر البط طهارته وعيشه في الماء وزهده، ويعتذر بأنه لا يستطيع مفارقة الماء والعيش على اليبس. ويعتذر الحجل بأنه ألف الجبال فلا يستطيع أن يبرحها. وتعتذر الصعوة