الجلالة ملك مصر، وقال إنه قد ساءه أن علم اليوم أن جلالته مريض، وطلب من الحاضرين أن يدعو له بالشفاء والعافية. وألقي الأديب رشيد الياسمي قصيدة من الضرب الذي يسمى في عرف أدباء الفرس غزلاً. وهي مردوفة القافية. والرديف في الشعر الفارسي أن تكرر كلمة بعينها آخر كل بيت، ويبني الروي على الكلمة التي قبله. والرديف في قصيدة الياسمي كلمة (رو) بمعنى الوجه. وهذه ترجمة القصيدة عفو الساعة:
قد استسر وجهك في كمال الظهور، وصار من التجلي في حجابٍ من ذلك النور
لا يرى أحد في العالم وجهك، إن كان العالم مرآتك
إني أدعوك حبيب الروح، إذ لا يتجلى وجهك إلا في عالم الأرواح
ولّ وجهك شطرنا، نحول عن الكون والمكان وجوهنا
أيها الربيع لا تستر من العندليب خدك فقد جعل وجهه كورق
الخريف هجرك
فلا حرارة في هذا القلب المتوقد، ولا بسمة في ذلك الوجه المورد
لقد أمضيت العمر في انتظار وحسرة، , آمل أن يلوح وجهك لي مرة
أيتها الشمس إني من الشوق إلى شعاعك الوضاء، أقلب كالهلال وجهي في السماء
أبتغي أثراً من هذا الوجه، ولا أثر، كما ابتغى إسكندر ماء الحياة فلم يظفر
إن تبشرني بوجهك يوماً واحداً، وضعت وجهي على عتبتك أبداً
ان تطلب يا رشيد الكنز فانصب، فان السعادة لا تبدي وجهها لمن لم ينصب
قدمنا الساعة خمساً وعشرين دقيقة، وهي فرق ما بين وقت طهران ونيسابور، وركبنا والساعة ثلاث وربع بعد الظهر متوجهين تلقاء مشهد وبينها وبين نيسابور ١١٦ كيلاً، فسرنا صوب الشرق والجنوب في سهل كثير القرى والشجر، فبلغنا قرية اسمها قدمكاه أي موضع القدم، وسأذكرها في الأوبة من مشهد. ثم اجتزنا بشريف آباد وعندها انعطفت الجادة صوب الشمال فارتقينا جبالاً ضربنا فيها أربعين دقيقة ثم هبطنا إلى المشهد المقدس، فدخلناه بعد مغرب الشمس
افترق الركب فنزل جماعة بفندق هناك، ونزل آخرون في دار أحد الكبراء، جليل بك