نصير زاده، وكنت وزميلي الأستاذ العبادي ممن شرفوا بالنزول في هذه الدار المعمورة، فلقينا من الحفاوة والرعاية ما لا يُنسى
المشهد المقدس
في عام اثنين وتسعين ومائة سار هارون الرشيد إلى خراسان لحرب رافع بن الليث بن نصر بن سيار، وكان قد ثار بخرسان واعيا الولاة
وفي صفر من سنة ثلاث وتسعين اشتد به المرض وهو بجرجان فسار عنها إلى طوس، ونزل بضيعة اسمها سناباذ في دار الجنيد بن عبد الرحمن. فلما أحس أجله أمر فحفروا له قبراً في بستان الدار، وأمر جماعة فنزلوا فيه وقرأوا القرآن. وتوفي نصف الليل، ليلة السبت لثلاث خلون من جمادي الآخرة، ودفن في القبر الذي أعده
وفي سنة ثلاث ومائتين كان الخليفة المأمون بن هارون قافلا من خراسان يريد العراق، وقد ثار عليه عمه إبراهيم بن المهدي، فلما بلغ سناباذ نزل عند قبر أبيه أياماً، وكان معه علي الرضا بن موسى الكاظم ولي عهده، فمات الرضا في ذلك المكان في شهر صفر فدفن إلى جانب الرشيد. وفي هذا يقول دعبل بن علي الخزاعي فيما يزعم الرواة:
قبران في طوس: خير الناس كلهم ... وقبر شرهم، هذا من العجب
اشتهرت قرية سناباذ وسميت سناباذ المشهد، ثم أطلق (المشهد) على القرية، وبهذا الاسم ذكرها المقدسي وسماها ابن بطوطة مدينة مشهد الرضا، ونسيت على مر الزمن مدينة (نوقان) وصار اسمها اسم محلة في المدينة الجديدة، ونافست مدينة المشهد مدينة طوس في إقليم خراسان حتى أخملتها. ثم اختفت طوس حين حاصرها ميرانشاه بن تيمور وفتحها فأخربها عام ٧٩١
وقد لقيت المدينة من غير الزمان سعادة وشقاوة، وتقلبت بها أحوال مختلفة، ولكن شأنها كان يزداد نباهة على مر العصور.
عنى عظماء المسلمين منذ القرن الرابع الهجري بمشهد الرضا والمدينة التي نشأت حوله. قال ابن الأثير في أخبار السلطان محمود بن سبكتكين الغزنوي: (وجود عمارة المشهد بطوس، وكان أبوه سبكتكين أخربه. وكان أهل طوس يؤذون من يزوره، فمنعهم من ذلك. وكان سبب فعله أنه رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في المنام وهو