البروانية التي تتلخص في أن ما يصيب أي جسم داخل السائل من ضغط هو مجموع صدمات جزيئات السائل عليه، فان لنا أن نعتقد أنه يصح بعد ملايين السنين أن يحدث مرة أن يرفع الماء قالباً من الطوب مغموراً في ماء ساكن، وعندئذ لنا أن نعتبر حادث رفع هذا القالب على سطح الماء من المعجزات النادرة، وإن كان هذا الحادث ليس مستحيلاً عند العالم الذي يعرف الحركة البروانية والذي يتوقع حدوثه يوماً.
ومع جواز تسليم القارئ بما يذهب إليه كل من هاكسلي وبيران فالحياة عندي رغم القردة التي يصح أن تكتب يوماً ما سطراً من الشعر ورغم الطوبة التي يصح أن ينهض بها الماء، من الغرابة بحيث لا تطاوعنا النفس على أن نعتبرها وليدة الصدفة وأنها طرأت عن غير قصد.
محمد محمود غالي
دكتوراه الدولة في العلوم الطبيعية من السوريون
ليسانس العلوم التعليمية، ليسانس العلوم الحرة، دبلوم