والحزب المعارض يقول أنا غير مسؤول؛ فليتني أحكم ليكون لي أمر. الحزب الحاكم يقول أنا غير مستقر؛ فليتني أثبت ليكون لي تنفيذ! فإذا قوى الفرد عمل لنفسه، وإذا تعلم الشعب عصف الطغيان في رأسه، وإذا حكم المعارض لها بيومه عن أمسه!! وإذن تذهب كلماتك الطيبة وأمثالها يا عزام كما تذهب النغمات الرخيمة في هزيم العاصفة، أو النسمات الرخيمة في لفاف الغابة!
أغلب الظن يا صديقي أن أبرار الكتاب سيظلون يقولون الخير لأن لذتهم في أن يقولوه، وأن فجار الساسة سيظلون يعملون الشر لأن لذتهم في أن يعملوه؛ حتى يشاء الله وحده للوئام أن يعم وللسلام أن يعود، فيهيأ حينئذ لكلام الكتاب السبيل إلى أذهان الأحزاب والأقطاب، فتتجدد دعوة الأنبياء، وتتصل الأرض بأسباب السماء، ويصبح الإدلاء في ركاب الحياة من أمثال عمر وصلاح الدين، لا من أمثال ترومان وستالين.
فكر يا أخي وعبر، ضير عليك ألا يفهم الناس عنك؛ فإن التفكير متعة العقل، كما أن التعبير متعة الروح.