نستعرض هذه الناحية في قضية يهود اليمن أن نسجل أن عملية قد تمت بنجاح. فقد نقل اليهود الجزء الأكبر من أموالهم (ما خف حملة وغلا ثمنه) ويقول كاتب يهودي زار عدن أثناء اليهود فيها لركوب الطائرات التي نقلتهم إلى إسرائيل - يقول هذا الكاتب (في مجلة كونتري عدد يوليو ١٩٥١) إن القوافل اليهودية التي اجتازت حدود اليمن إلى عدن لم تلق أذى أو صعوبة. فلا الحكومة اليمنية وضعت في وجه هذه القوافل العراقيل، ولا قبائل البادية عارضوها، وكل ما فعله المشرفون على هذه القبائل اليهودية أن رشوا بعض المشاغبين مع رؤساء القبائل على حدود اليمن - عدن، فسهل هؤلاء لهم المرور أضف إلى ذلك المساعدة الأوربية التي وفرها حاكم عدن البريطاني أعوانه لحماية هذه القوافل اليهودية في ظل ما له هناك من سلطة ونفوذ
وكانت حين تصل قافلة من هذه القوافل إلى حدود عدن يتلقاها جماعة من يهود أمريكا وبريطانيا كان حاكم عدن البريطاني قد سمح لهم بتنظيم عمليات المعونة والإسعاف والراحة من عناء السفر. ولم تكن هذه القوافل لتنتظر كثيرا قبل أن تجلس في مقاعد وثيرة وفي طائرات ضخمة حديثة من نوع القلاع الطائرة التي وفرتها السلطات الأمريكية الرسمية (للجنة التوزيع الأمريكية اليهودية المشتركة) التي قامت بنقل يهود اليمن إلى (أرض الميعاد). والمشرفون على هذه اللجنة يهود أمريكانيون كان في استطاعتهم التنقل في عدن والسودان والصومال وإرتريا لأنهم من رعايا أمريكا ومن حاملي جوازات سفرها. وقد كلفت عملية نقل يهود اليمن حوالي (٦٥) مليون دولار وهي جزء من التبرعات التي يقدمها يهود أمريكا للحركة الصهيونية - تبرعات مخصومة من ضريبة الدخل الحكومية المفروضة على الرعايا الأمريكان وفي مثل هذه الظروف المواتية نزح يهود ايمن إلى إسرائيل ودفعوا إلى مراكز التجمع لليهود القادمين حديثاً إلى إسرائيل وتكاثر عددهم حتى بلغ عشرات الألوف، ومن هنا نشأت المشكلة (اليمنية) في إسرائيل
أسباب المشكلة:
رأينا من مقدمة هذا البحث أن يهود اليمن كانوا قبل رحيلهم عنها في بحبوحة من العيش والرخاء الاقتصادي، وانهم كانوا ملاكا للأراضي الزراعية وتجارا وصناعا وصيارفة. وبالرغم من أنهم نقلوا معظم أموالهم (الخفيفة الحل الغالية الثمن) معهم إلى إسرائيل لم