جولو: أحترس. . . من هنا من هنا. . . ألم تلج قط هذا المكان؟
بلياس: بلى، مرة واحدة. . . وقد مضى على ذلك زمن طويل
جولو: إذن أنتظر. . . ها هو ذا الماء الراكد الذي حدثتك عنه. . أتشم رائحة الموت التي تنبعث منه؟ هلم نتقدم حتى نبلغ آخر الصخرة المطلة على الماء، ثم انحنى عليها قليلاً. . . ستهب عليك الرائحة وتصدم وجهك. . انحنى ولا تخف، سأشد أزرك. . أعطني لا. لا. . لا أريد يدك. . أخشى أن تفلت من يدي. . أعطني ذراعك. . . أترى الهاوية؟ بلياس؟ بلياس؟
جولو: نعم. إنه المصباح في يدي يهتز. . انظر، إني أحركه لأنير الجدر. .
بلياس: إني أختنق في هذا المكان. هلم نخرج
جولو: لك حكمك
(يخرجان في صمت)
المنظر الثالث:
(شرف عند مخرج الكهوف)
بلياس: آه! الآن أتنفس بعد ضيق. . . اعتقدت، لحظة؛ أن الدوار سيصرعني في هذه الكهوف الهائلة. . كنت على وشك السقوط. . في ذلك المكان المخوف هواء رطب ثقيل كأنداء من الرصاص، وظلمات كثيفة كعجين مزج بالسموم. . وهاأنذا أملأ رئتي بهواء البحر كله!. . إني لأجد نسيما منعشاً نضيراً، كزهرة تفتحت في هذه اللحظة وسط أوراق صغيرة خضراء. . آه! لقد سقيت منذ قليل الأزهار المغروسة أمام الشرف، والنسيم يحمل إلينا رائحة العشب المبلل ويفوح بشذى الأزهار وعطرها. . حان وقت الظهر أو كاد، وآية ذلك أن ظل البرج قد أدرك الأزهار. انتصف النهار، لأني أسمع دق النواقيس وأرى