أما قصيدته الثانية التي جارى بها شوقي، فلا يتسع المقام لسياقها، فلنتركها وليرجع إليها من يريدها بالعدد المذكور أو في غيره.
وعجبت أن يحقق الشعب ما أشار إليه أستاذنا؛ فيطرد المليك الجبار. . المليك الذي أراد أن يجعل من مصر وجيش مصر أضحوكة بين الشعوب. المليك الذي ضحى بشباب مصر في حرب فلسطين، وكان يستعرض الجيش ابتهاجا بولده في الوقت الذي يقتحم فيه البوليس الموت مع الإنجليز في قنال السويس، ويشد أزر كفاح البوليس أولئك الأبرار المجاهدين من الفدائيين. لقد حقق الله نبوءتك يا أستاذي، فها هو ذا الجبار قد ذل وطرد، وهاهم مانعوا الزكاة ومبددو ثروات الشعب يحاسبون حسابا عسيرا، فلننتظر قليلا ولنقل: حيا الله المخلصين من أبناء مصر، وأزال بهم طغيان كل جبار لا يؤمن بيوم الحساب، ولنقل مع الشاعر أيضا:
إذا الشعب يوما أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر