بالهتلرية السمراء، لا تشوقها دكتاتورية البلشفية الحمراء. فالألمان يعرفون ما هو الضغط على حرية الفكر والاعتقاد تحت ظل الحكومة الآرية، ويبغضون من أعماق قلوبهم ضياع الحرية ومصادرة العقائد والأفكار في ظل نظام محو الطبقات
فماذا تكون إذن بعد سقوط هتلر؟ ستكون هناك أمة ألمانية يستمتع شعبها بحريته وحقوقه الاجتماعية، وتندمج روحه والروح الأوربية. وسيكون قوامها العمال والفلاحون والأعيان والموظفون والضباط وأساتذة الجامعات
ستكون ألمانيا بعد هتلر أمة يسوسها خيرة من رجال الجيش والعمال والفلاحين والمدنيين وفي مقدمة هؤلاء جميعاً الشباب الناهض
ستكون إذن ألمانيا التي قهرت الفاشية والبلشفية
وستكون وتظل جزءاً مسئولاً في أوربا الحديثة
أين يسكن هتلر؟
(عن مجلة (تورنتو ستار))
منذ اثني عشر عاماً كتب هتلر مؤلفاً عن الأعمال التي يقوم بها وكيف تثنى له أن يقوم بها، وأسمى هذا الكتاب (كفاحي) بيع منه ١١٠٠٠٠٠٠ نسخة بلغت أرباحها مليوناً من الجنيهات. وقد بنى هتلر من هذه الأموال مساكنه الجديدة، وإنها لمساكن على جانب من الأبهة والعظمة
ومن المأثور عن هتلر أنه قال في حديث له:(ليس من العار أن يقتات الألمان بالعشب مادامت ألمانيا تعاني ما تعاني من الشقاء) ولكن هتلر لم يأكل العشب ولم يسكن في بيوت من القصب، فبنى القصور الفاخرة على قمم الجبال، وشاد لنفسه الدور المؤثثة بأفخر الرياش
ومن غريب ما جاء على لسانه وهو يفتتح دار المستشارية الجديدة منذ أسابيع:(إنني ما زلت كما كنت فيما مضى ولا أريد أن أكون غير ذلك. إن منزلي يماثل بالضبط المنزل الذي كنت أسكنه من قبل وسيضل كذلك)
إنه في هذا يتكلم عن مسكنه الخاص في ميونخ، ولكنه لم يقل شيئاً عن القصور التي بناها