فعلى ناحية من جبال الألب البافارية على بعد بضعة أميال مما كنا نسميه النمسا تقع قرية برخستجادن الجميلة، وعلى جانب من الجبل يرى قصر برجوف - مسكن هتلر - المحبوب. وقد كان هذا القصر مسكناً جبلياً بسيطاً فأعاد بناءه هتلر على طراز لا يحلم به أصحاب الملايين. وهو يقضي في هذا المنزل فسحة آخر الأسبوع في غالب الأحيان، فينتقل بالطيارة من برلين إلى ميونخ ومن ميونخ تقله سيارة سوداء سريعة السير إلى مسكنه الفاخر
ويقوم على حراسة هذا القصر قوة كبيرة وأسلحة واستعدادات عظيمة لا يقوم مثلها على حراسة بنك إنجلترا، وهو محاط في الليل والنهار بحصار شديد من الجند الأشداء.
وقد أقيم في الصخرة الصماء التي شيد عليها هذا القصر خندق حصين تحيط به قوة من المدفعية المضادة للطيارات تحميه وقت الهجوم. على أنه محاط بأبواب عظيمة من الفولاذ تجعله محجوباً عن الأنظار ولا يتثنى لأي زائر أن يقترب من هذه الأبواب دون إذن كتابي من البوليس السري
ولا يسمح لصحيفة ألمانية أن تذكر ما طرأ على هذا القصر من التجديد فهو لا زال في نظر الألمانيين ذلك الكوخ الجبلي الصغير.
ويقال إن حجرة الجلوس في هذا القصر من أفخر الحجر التي رأتها العيون. وهي تحتوي على نافذة واحدة ولهذه النافذة صفحة من الزجاج ارتفاعها عشرة أقدام وطولها ٢٨ قدماً ولعلها أكبر نافذة في العالم. ومن هذه النافذة يطل هتلر ومن عسى أن يكون معه من الضيوف على مناظر جبال الألب الخلابة
ولعل أكبر متعة تصبو إليها نفس الفوهرر، هي أن يجلس إلى هذه النافذة ويمتع النظر فيما حوله من الوديان المخضلة النبات، بينما يعزف أحد أصدقائه بعض مقطوعات من موسيقى واجنر على البيانو على بضعة أمتار